- صاحب المنشور: يوسف الكتاني
ملخص النقاش:يواجه العالم اليوم عصرًا جديدًا مليئًا بتغيرات تكنولوجية واجتماعية واقتصادية هائلة. وقد أثرت هذه التحولات بشكل كبير على العديد من جوانب الحياة البشرية، ومن ضمنها التراث الثقافي للأمم والشعوب المختلفة حول الكرة الأرضية.
بالنسبة للحضارة العربية والإسلامية الغنية والتاريخية الطويلة التي تعكس تراثًا ثقافيًا متعدد الجوانب والمتنوع، فإن مواجهة تلك التحديات تتطلب دراسة مستفيضة وتقييم لأنماط حياتنا وأنظمة تفكيرنا التقليدية وكيف يمكن تطويعها لتلبية الاحتياجات المعاصرة مع المحافظة عليها وعلى أصالتها.من أهم التهديدات لهذه الثروة الاستثنائية هي الانفتاح العالمي عبر الإنترنت وانتشار الشبكات الاجتماعية والتي قد تؤدي إلى فقدان الهوية الفردية والجماعية بسبب التأثيرات الخارجية القوية والمباشرة للغرب وغيره من الدوائر العالمية الأخرى. بينما يوفر التواصل الرقمي فرصاً كبيرة لإعادة تشكيل فهم الجمهور للتقاليد العربية الأصيلة وتعزيز الإبداع وخلق قدر أكبر من الوعي العام بالقضايا المتعلقة بالتراث؛ إلا أنه أيضاً يحمل مخاطر كبيرة تتمثل بإغراق المجتمعات الأقل تقنية بالأفكار والأفعال غير المناسبة لطبيعتها وثوابتها الروحية والدينية والثقافية الأساسية.
وفي ذات الوقت، تبرز مشكلات أخرى أكثر عمقاً مثل انخفاض معدلات الولادة بين الشباب العرب مقارنة بأجيالهم الأكبر سنّاً مما يؤثر على مستوى مشاركتهم وإحساسهم بوحدة المصير المشترك مع آبائهم وأجدادهم الذين حافظوا بكل فخر ورعاية على أعظم كنوز التاريخ الإنساني – وهو تاريخ العروبة والإسلام والإنجازات العلمية والفكرية المبهرة التي تزين صفحاته.
إن الحفاظ على التراث العربي ليس مجرد مسؤولية جيل واحد بل هو استثمار طويل المدى لأجيال لاحقة ينظر إليها كإسهام حيوي لحفظ روابط الماضي والحاضر والمستقبل للعالم العربي الكبير.
وسيلة بناني
2 مدونة المشاركات