- صاحب المنشور: عابدين الأنصاري
ملخص النقاش:
في عصرنا المعاصر، يبرز التساؤل حول العلاقة بين الإسلام والفن كأمر ملح ومثير للجدل. يُعتبر الفن أحد الوسائل الأساسية للتعبير والإبداع الإنساني منذ القدم، بينما يمثل الإسلام ديناً شاملًا يشمل جميع جوانب الحياة البشرية بما فيها الفنية. هذا المقال يسعى لاستكشاف مدى توافق أو تنافر هذين المجالين الحيويين في ظل رؤية إسلامية متوازنة وعلمانية عادلة.
الإسلام والفنان المنقسم: هل يمكن الجمعُ بين الإيمان والأدوات الحديثة؟
تواجه مجتمعات المسلمين اليوم تحديات كبيرة تتعلق بقبولهم وإنتاجهم للأعمال الفنية التي تستند إلى مفاهيم فكرية وفلسفية غربية قد تبدو غير متوافقة مع قيم دينية وثقافية راسخة. يتساءل بعض الفنانين المسلمون إذا كان بإمكانهم الالتزام بتعاليم دينهم أثناء استخدام تقنيات وطرق تعبير نشأت خارج نطاق ثقافتهم التقليدية. تُعد هذه المخاوف مشروعة ومفهومة بالنظر إلى الطبيعة المتغيرة لكلا المجالين الديني والثقافي والفني على مر الزمن.
تحديد حدود الثوابت والممكنات تحت ضوء الشرع والقانون المدني
بالرغم من وجود اختلافات واضحة بين الأنظمة القانونية والدينية فيما يتعلق بحرية التعبير والتقاليد الثقافية، إلا أنه يمكن للباحث الجاد البحث عن أرض مشتركة بينهما. إن فهم رؤى المفسرين والشراح لتعاليم الدين الإسلامي يساعدنا لفك شفرة الرسائل المستترة خلف الأعمال الفنية المختلفة. ومن جهة أخرى، فإن الانفتاح الذاتي للمجتمع العلماني واحترامه للحريات الشخصية يعززان فرصة الوصول لحلول وسط مقبولة لدى كافة الأطراف.
فنٌّ بمفرداته الخاصة: الأصالة والاستيعاب ضمن منظار شرعي
لتجنب وقوع الخلافات والنزاعات، ينصح بأن يسعى المنتجون للفَنِّ إلى تحقيق نوعٍ جديدٍ منه؛ مبتكر وصرف النظر فيه عن التأثيرات الخارجية المسيطرة عليه الآن، مصاغ بلغة وأسلوب راقي يجسد هويتنا العربية الإسلامية ويلائم تطلعات شباب اليوم أيضاً. بهذا النهج سنكون قادرين ليس فقط لتقديم أعمال ذات جودة عالية ولكن أيضًا تلك الغارقة بروحانيتنا وتاريخنا العريق والحفاظ على مكانتها داخل المجتمع العالمي الحديث كذلك دون أي منافسة غير ضرورية!
هذه المحاولة الأولى لإرساء أساس متين لعلاقات تسامحية مثالية تنهض بفنهما الجمالي وتمكن كل جانب من إبراز أفضل صفاته وهويتها الفريدة بدون تجاذبات عقائدية أو خلافات فلسفية جامدة قائمة حالياً والتي ستؤول بالتأكيد لمزيدٍ من الانغلاق والعزلة.