- صاحب المنشور: باهي التازي
ملخص النقاش:
تُعدُّ المسائل المتعلقة بتأثير التقنيات الحديثة والابتكارات على القيم والممارسات الثقافية والدينية للمجتمعات الإسلامية موضوعًا مثيرًا للنقاش. وفي حين يرى الكثيرون أن هذه الابتكارات يمكن أن تكون مصدر فوائد كبيرة مثل تسهيل التعليم وتنمية الاقتصاد وتحسين الاتصال، فإنها أيضًا تحمل مخاطر محتملة تتعلق بالحفاظ على الهوية الدينية والثقافية وأخلاقيات المجتمع الإسلامي. هذا المقال يستعرض التحديات التي تواجهها المجتمعات الإسلامية عند مواءمة تقدم العصر مع ثوابتها الدينية والمعرفية.
التجديد أم التحفظ؟
يجب أن يأخذ الحوار حول الابتكار والتقاليد في الاعتبار الفروقات الفكرية داخل المجتمعات الإسلامية نفسها. فهناك فرق واضح بين تجديد المفاهيم واستخدام الوسائل الجديدة لخدمة الغايات الأصلية وبين تقبل كل جديد بغض النظر عما إذا كان ينسجم مع المعايير الشرعية والقيم الأخلاقية. إن فهم السياق التاريخي للإسلام واحترام عمقه الروحي ضروري لتحديد الحدود المناسبة لدور الابتكار والحفاظ عليها ضمن نطاق يتماشى مع الشريعة الإسلامية.
الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات
تعتبر شبكة الإنترنت إحدى أهم أدوات عصرنا، لكن استخدامها يشمل فرصاً عظيمة ومخاطر جسيمة بالنسبة للأجيال الشابة خاصةً. ويمكن الاستفادة منها تعليمياً وثقافياً واقتصادياً طبعاً بشرط توجيه تلك الرغبة نحو مواد مفيدة وقانونية تحترم قواعد الدين والأداب العامة مما يعزز التعلم ويحسن الأداء. كما أنه يُمكن للأفراد بناء مهارات متخصصة عبر الانترنت والتي قد تساعدهم مستقبلاً في سوق العمل العالمي الذي أصبح مفتوحاً أمام الجميع بدون حدود جغرافية محددة سابقاً.
الحفاظ على الهوية الثقافية والإسلامية
مع ذلك ، يجب ألّا نتجاهل تأثير وسائل الإعلام الغربية وعرضاتها الثقافية المؤثرة والتي قد تغرق بعض الشباب برفض هوياتهم المحلية الأصيلة وانقطاع ارتباطهم بثقافة آبائهم ومجتمعاتهم مما يؤدي إلى تشويش هويتهم الأساسية وضياع انتماءهم الأول لحقيقته وهو دينه ولغة وطنه وآدابه.
وفي النهاية تأتي المسؤولية الأكبر للعائلة وهي أساس التربية الناجحة حيث تقوم بتوجيه أبنائها وإرشادهم لما فيه صلاح حال دينهم ودنيائهم وذلك بالتنبيه لهم بمخاطر المغريات الموجودة بكثرة بمحيطهم الحالي كالشبكة العنكبوتية وغيرها حاثّة إياهم دوماً باختيار الطريق الأقرب لنيل رضا الرب سبحانه وتعالى وانتقاء رفيقيهم بعناية مصاحبا بالتوعية المستمرة لأحوال الدنيا وظروف آخر الزمان الصعبة والتي تحتاج لشعب ملتزم بأوامره جل وعلا منتظم بطاعات الله عز وجل مقتصداً فيما طلبه أبوه آدم عليه السلام منذ وجود الإنسان الأولى "آكُلْ مِنْ كُلِّ شَجَرَةٍ إِلَّ