يعاني العديد من الأشخاص حول العالم من مشكلة النوم المتقطع، مما يؤثر سلبًا على حياتهم اليومية وصحتهم العامة. هناك مجموعة متنوعة من العوامل التي قد تساهم في هذه الحالة المزعجة، والتي يمكن تصنيفها إلى ثلاث فئات رئيسية: البيولوجية، النفسية، والعادات الحياتية. دعونا نستعرض بعض الأسباب الأكثر شيوعًا لهذه الاضطرابات ونقترح حلولاً فعالة للتخفيف منها.
- العوامل البيولوجية:
تعد الفسيولوجيا البشرية عاملاً حاسمًا في تحديد نوعية نومنا. أولاً، اختلافات الساعة البيولوجية الداخلية لكل شخص تؤدي إلى تفاوت توقيت استيقاظ الجسم وتدني نشاطه خلال الليل. ثانياً، العمر يلعب دورًا أيضًا؛ إذ يميل كبار السن للنوم أكثر خلال النهار ويواجهون اضطرابات أثناء النوم ليلاً بسبب انخفاض إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. علاوة على ذلك، فإن اختلال توازن النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين والنورإبينفرين يمكن أن يساهم في عدم القدرة على الاسترخاء والنوم بشكل عميق. تشمل الإجراءات العلاجية هنا تعديل الروتين اليومي للحفاظ على جدول ثابت لنظام الراحة والإثارة، بالإضافة لتناول مكملات غذائية تحتوي علىtryptophan لدعم إنتاج السيروتونين الطبيعي.
- الأسباب النفسية:
تشير الدراسات العلمية الحديثة إلى وجود ارتباط وثيق بين الصحة النفسية وضعف جودة النوم. القلق والاكتئاب هما عاملان مهمان غالباً ما يساهمان في ظهور اضطرابات النوم المتقطعة. عندما يكون عقلك مستثارًا بالتوتر والمشاعر السلبية، فإنه يعيق قدرته على الدخول في مراحل نوم هادئة متواصلة. ومن الحلول المقترحة تدريب تقنيات الاسترخاء وتمارين التنفس العميق قبل موعد النوم لتحقيق هدوء ذهني وجسماني مطلوب للاستعداد للراحة المثلى. كما أن ممارسة الرياضة المنتظمة والتغذية الصحية لها تأثير كبير أيضاً في دعم المرونة العاطفية وتحسين جودة النوم.
- الحياة اليومية وعاداتها المؤثرة:
تلعب عادتنا الشخصية دوراً محورياً فيما إذا كنّا سنختبر نوماً مريحاً أم لا. استخدام الأدوات الإلكترونية قبل ساعة واحدة على الأقل من وقت الخلود للمرتبة أمرٌ ضروري لمنع الضوضاء الرقمية ومصابيح الشاشة ذات اللون الأزرق المحرضة للإثارة لدى الجهاز العصبي المركزي. كذلك فإن تناول الكافيين والكحول بكثافة مؤذٍ لحصول جسمك على الاسترخاء اللازم لعملية النوم الطبيعية. أخيراً وليس آخراً، يعد الحفاظ على بيئة نوم هادئة وخالية من الإنارة الزائدة وضوضاء محيط حماما أساسياً لمراحل نويك الثمينة وتجنب أي خلل محتمل فيها.
في النهاية، رغم تنوع عوامل إحداث تلك الاعتلالات في نمط انتظام ساعات انتسابك للسهاد الصباحي إلّا أنه بالإمكان مواجهة الأمر بفعالية عبر اتباع نهج شامل يشمل جوانب مختلفة كتغيير نظرتنا للأشياء وصنع نظام حياة منتظم ورصد واستخدام التقنيات المناسبة لمساعدتنا وحماية سر نجاحنا الأكبر وهو الحصول على مقدار جيّدة وكافية منه كل يوم!