- صاحب المنشور: تغريد الدرويش
ملخص النقاش:
لقد أحدثت الثورة الصناعية الرابعة المعروفة بتحولها الرقمي تغيرات هائلة في بيئة العمل العالمية. هذا الانتقال الذي يتسم بالتكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي والأتمتة قد خلق فرصاً وظيفية جديدة وأثر أيضاً على بعض الوظائف التقليدية بطرق لم نتخيلها سابقاً. فيما يلي تحليل شامل لهذا الموضوع:
الفرص الجديدة:
- مهندسو الذكاء الاصطناعي: مع توسع استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، زادت الحاجة إلى المهندسين والفنيين الذين يمكنهم تصميم وصيانة هذه الأنظمة. يوفر فهم عميق للبرمجة والخوارزميات ميزة تنافسية كبيرة هنا.
- علماء البيانات والأخصائيون في تحليل البيانات الضخمة: تقوم الشركات باستمرار بمراقبة تعامل العملاء عبر الإنترنت وجمع كميات كبيرة من البيانات التي تتطلب متخصصين ماهرين لتحليلها واستخلاص رؤى منها لتعزيز استراتيجيات الأعمال الخاصة بهم.
- مدراء الأمن السيبراني: يحافظ التحول الرقمي على زيادة التعرض للأمن السيبراني؛ وبالتالي فإن الطلب على خبراء قادرين على حماية الشبكات والمؤسسات الهامة من الهجمات الإلكترونية آخذ في الارتفاع.
تحديات مستقبلية محتملة:
- البطالة الناجمة عن الأتمتة: أدوات مثل الروبوتات والحاسبات الآلية تقلل تدريجياً حاجة القطاعات المختلفة للموارد البشرية البشرية التقليدية مما يؤدي إلى فقدان الوظيفة بالنسبة للعاملين حاليا بهذه المجالات خاصة إذا لم يتم إعادة تأهيلهم لتلبية احتياجات سوق العمل الجديد.
- تأثير البطالة على المجتمع: تؤدي الخلافات الاقتصادية المحتملة بسبب البطالة أيضًا إلى آثار اجتماعية واقتصادية كبرى بما في ذلك ارتفاع معدلات الجريمة وانعدام الاستقرار السياسي بالإضافة للتأثيرات الصحية والنفسية نتيجة الفقر وفقر الدخل وغيرها الكثير والتي تصبح مصدر قلق كبير للدولة ومجتمعها.
- نقص مهارات القوى العاملة الحاليّة: هناك نقص عالمي في الكوادر المؤهلة للحصول على مجموعة متنوعة من الأدوار المرتبطة بالتحول الرقمي وذلك يرجع بنسبة كبيرة لنظام التعليم والتدريب الحالي الذي لا يستطيع مواكبة سرعة تطوير تكنولوجيات العصر الحديث وبناء عليه فان عملية التدريس المستمرة وإعادة التأهيل ضرورية لكلا الجنسين لإبقاء الأفراد منتجين وفعالين داخل مكان عمل القرن الواحد والعشرين ذي الطبيعة عالية التكنولوجيا والمعرفة.
وفي الختام، رغم وجود مخاوف بشأن دور الإنسان وسط ثوران التطور التكنولوجي إلا أنه بإمكان الحكومات والشركات والشراكة بينهما تحقيق توازن مناسب حيث يعمل كل طرف على رفع مستوى معرفته وقدراته ليضمن غدا أفضل لشرائح مجتمعاته الأكثر ضعفًا وتعليمًا وتحفيز أفرادها للاستفادة القصوى ممّا توفره تلك النهضة الحديثة من مزايا بدون إنكار سلبياتها أو تجاهلها بل وضع خطوط دفاع مدروس ضد أي خطر محقق مرتبط بها مبكرًا حتى نستمتع بسحر العالم الإلكتروني حديث العهد بكل رضى وثقة مطمئنة تمام الاطمئنان!