- صاحب المنشور: فتحي بن جابر
ملخص النقاش:
لقد كان التعليم جزءًا لا يتجزأ من تعاليم الإسلام منذ نشوئها. يشجع الدين بوفرة المعرفة والتعلّم المستمر، سواء كان ذلك عبر القراءة أو البحث أو التدريس. يعد القرآن الكريم المصدر الرئيسي لهذا التشجيع حيث يمدح طلب العلم في آيات عديدة مثل قوله تعالى "اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ" (96:1) وقوله أيضًا "وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " (البقرة:187). بالإضافة إلى هذا، حث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على التعلم بقوله "طلب العلم فريضة على كل مسلم". لذلك، يمكن اعتبار الاسلام مصدر إلهام كبير للأنظمة التعليمية الحديثة التي تسعى لتحقيق التكامل بين الجوانب الروحية والعقلانية.
في العقيدة الإسلامية، يتم تشديد قيمة احترام المعلم والمعرفة المكتسبة منه. يعزز هذا الاحترام وجود نظام تربوي مستدام يساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم الشخصية والفكرية بشكل موازي مع ترسيخ القيم الأخلاقية والدينية. علاوة على ذلك، يؤكد الإسلام أيضًا أهمية التعليم التقني والصناعي الذي يساهم في تقدم المجتمع وتطور اقتصاداته المختلفة. مثلاً، قام الخلفاء الأمويون ببناء مدارس خاصة لتدريب المهندسين والمخططين للمدن الجديدة مما أدى إلى ظهور حضارة عربية مزدهرة شهد لها التاريخ بقوتها وإبداعها الفريد.
بالإضافة لما سبق ذكره، يدافع الإسلام بشدة حول ضرورة الوصول العادل لكل أفراد المجتمع لحصول الفرص التعليمية المتاحة بغض النظر عن اختلاف خلفياتهم الاجتماعية والثقافية والإثنية. وفي هذا السياق يقول ابن خلدون: "إنّ غاية التأليف هي إفادة الناس جميعاً بلا استثناء"، وهو ما يحقق رؤيا مجتمع شامل ومتنوع لكن موحد تحت مظلة واحد وهي الحرص المشترك على بناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.
لذلك، عندما ننظر بعناية أكبر داخل بنيان الأنظمة التربوية الحالية والتي تتبع مقاربات مختلفة نسبياً فيما يتعلق بهوية الدولة الدينية مقابل تلك المدنية منها؛ سنلاحظ بأن هناك نقاط مشتركة كبيرة تجمعهما سوية وذلك بسبب جذورها الراسخة ضمن تقاليد قديمة تجسدت لاحقا كمعايير عالميه محترمه حتى يومنا الحالي وأبرز مثال عليها الدعائم الأساسية لميثاق اليونسكو الشهير بشأن حقوق الإنسان وواجباته تجاه العلم عام ١٩٤٦م والذي يستخلص مباشرة مبادئ مشابهه تماما كما ورد بالمقررات الدينية القديمة عند المسلمين وغيرها الكثير ممن اتخذ نفس المسار التوجيهي المبني أساسا على الحقوق الإنسانية الكلية والحريات الضامنة حق الحياة بكرامة وعزة أمام أي تحدٍ قد تواجهونه أثناء مسيرة حياتكم اليوميه بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة أيضاً وبالتالي فإن سبيل تحقيق العدالة المنشودة يكمن بداية بتوفير بيئة دراسية مناسبة تخلو من كافة أشكال الظلم الذاتي والجماعي بالإضافة لإرسائها لبرامج تدريبية تؤكد ثانيًا علي اصل مهمته الاساسية المتمثله بإعداد جيل جديد قادر ليس فقط على فهم العالم الخارجي بل كذلك كيفية الانسجام معه بطريقة مدروسة ومستنيرة حسب الوصف القرآني المثالي "فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ", الآية لكشوف المزيد دعونا نحلل موضوع بحذر أكثر فأكثر لنصل لقناعة راسخة