"قصة مبابي.. وريال مدريد"
مثل ما كان مقدراً في كل القصص التي نقرأها بأن تنتهي نهاية إما سعيدة أو حزينة، كان الجميع ينتظر نهاية قصة ريال مدريد و كيليان مبابي، وكيف ستنتهي؟
القصة كانت مربكة لأن الغالبية اعتقد في إحدى اللحظات بأن ما سيحدث واضح: انتقال مبابي لمدريد.. ونفس هؤلاء الأشخاص عادوا ليؤمنوا بلحظة أخرى بأن الأمور انتهت "قطار مدريد لا يمر سوى مرة وحيدة.. وبعد ما حدث.. لن يحلم كيليان بأن يرتدي قميص ريال مدريد مرة أخرى" هكذا قالوا، رددوا عن قناعة.
أسرد هنا قصة انتقال كيليان لريال مدريد، بتفاصيلها التي عشناها بكل صيف كان فيه حدث انتقال كيليان حدثًا يثير اهتمام الجميع، من مشجعي كرة القدم. (وإن كنت سأحاول بأن أتجرد من عاطفتي في السرد- إلا أن العاطفة ستكون حاضرة في بعض الأحيان، فاعذروني)
كان الطبيعي أن يهتم ريال مدريد بأكبر موهبة بهذا الجيل خصوصاً و قد أثبت نفسه بسن صغيرة، حين كان في موناكو موسم 2016- 2017، هذا طبعاً بعيداً عن الاهتمام به حين كان لا يزال طفلاً و زيارته للبرنابيو والفالديبيباس حيث كان (ربما) لم يبلغ بعد، كان الاهتمام الأول بنجم صاعد صيف 2017.
صيف 2017- البداية.
كان ميركاتو 2017 هو البداية، حيث نزل ريال مدريد بكل ثقله ليحسم انتقال موهبة فرنسا (وربما العالم) الأولى آنذاك، لدرجة عرضه أو اتفاقه مع موناكو على دفع 180 مليون يورو، وهو العرض الذي وافق عليه ناديه الفرنسي الذي كان يفضل بيعه لناد غير فرنسي.. غير أن اللاعب كان له رأي آخر، بعد أن كان متردداً، رأى بأن المدريد لديه الـBBC، فريق مكتمل وسيذهب هناك دون خبرة ليكون احتياطياً أو يلعب أحياناً بشكل غير منتظم دون ضمانات بأن يلعب أساسياً.
كان المعطى الثاني بالنسبة له هو أنه لم يحقق كل ما كان يرغب بتحقيقه في بلده، وبالخصوص لكونه وُلد في ضواحي باريس، فقد كبر مثل أقرانه وهو من الشباب بضواحي العاصمة الفرنسية الذين يشجعون باريس سان جيرمان، وإن كان لا يمكن التأكد من هذا المعطى إلا أن هذا ما قاله هو بنفسه.
"أرغب بأن أحقق نجاحات في بلدي، وفي المكان الذي كبرت فيه قبل الخروج من فرنسا.. أشعر بأن مهمتي هنا لم تنتهي بعد.."
وكذلك كان.. انتقل مبابي من موناكو لباريس سان جيرمان بنفس الصيف الذي انتقل فيه نيمار بكسر عقده من البرسا، نيمار مقابل 222 مليون يورو دفعت كاش، و مبابي مقابل نفس المبلغ الذي اتفق فيه موناكو مع ريال مدريد، إلا أن من دفع المبلغ كان PSG عن طريق استعارة كيليان لسنة قبل شرائه سنة بعد ذلك (في ما وٌصف من طرف غالبية من تابع الكرة صيغة قانونية لتفادي عقوبات أو مشاكل مع قانون اللعب المالي النظيف المطبّق من الويفا).
ما بين 2017- 2021.
لقد كانت فترات الانتقالات بكل صيف مليئة بالتوقعات كعادة كل ميركاتو صيفي، إلا أن اسم مبابي لطالما ارتبط بريال مدريد بكل مرة، هل كان الأمر صدفة؟ أم كان الجميع يعلم بأن ما هو مقدّر الحدوث سيحدث، بالتالي لم لا نستفيد من المبيعات بكل الأحوال؟
كان ريال مدريد ينأى بنفسه عن هذا الملف بكل مرة احتراماً للعلاقة الطيبة التي تجمع ما بينه وبين إدارة باريس سان جيرمان، التي كان يقدرها كثيراً- ولسبب آخر (وهذا رأيي): حين سيحين موعد التفاوض بخصوص انتقال اللاعب من باريس، لمدريد، ستكون المفاوضات سلسة وهذا مثل ما يحدث مع الأندية الأوروبية الكبيرة التي يفاوضها ريال مدريد ويتعاقد منها أو يبيع لها والأمثلة كثيرة.
لقد كان ريال مدريد بفترة من الفترات لا يبالي لكل الإشاعات وما يُنشر بخصوص لاعبي العالم بمختلف الأندية التي يلعبون فيها، باستثناء حين يتعلق الأمر بلاعب من باريس سان جيرمان- أو مبابي بالتحديد، حيث طرح بيانات رسمية ينفي فيها كل شيء مع التشديد على احترامه للنادي الذي كان يصفه بالصديق: باريس سان جيرمان.
كانت هذه هي العلاقة التي يصر مدريد على الحفاظ عليها، إلى أن تغير كل شيء.. في ما بعد.
صيف 2021.
كان هذا الصيف هو الصيف الذي يتبقى بعقد كيليان مبابي سنة وحيدة قبل انتهائه، حيث سينتهي عقده في 2022، وهنا وأذكر هنا حقائق على لسان اللاعب نفسه، قال مبابي بأنه قد أخطر ناديه بشكل رسمي برغبته بالخروج خلال الميركاتو الصيفي لأنه لا يرغب بأن يخرج بالمجان، بل أن يستنفع النادي الذي لعب فيه 4 سنوات منه.
ولم يكن هذا كل ما طلبه كيليان من ناديه، بل قال لهم بأنه لا يرغب بالخروج "سوى لريال مدريد" حيث أوضح في مقابلة بعد انتهاء الميركاتو الصيفي وقال:
"يزعجني بأن يقال كل ما قيل.. أنا لم أطلب الخروج بآخر فترة بالميركاتو الصيفي، بل قلت بأنني راغب بالخروج منذ فترة طويلة لكي يستفيد باريس سان جيرمان من مبلغ بيعي ولكي لا أخرج بالمجان صيف 2022"
ويضيف: "لو خرجت خلال الميركاتو الصيفي.. لم أكن لأخرج لنادِ آخر غير لريال مدريد"
بالتالي فمن جانب مبابي كان الأمر واضحاً، وكذلك ريال مدريد الذي سعى لجلبه و تقدم بعرض يفوق 120 مليون يورو لأجله، قبل أن يرفع السعر ويخاطب النادي الذي كان يعتبره صديقًا- إلا أن هذا النادي الصديق، رفض الرد على كل العروض، تجاهلها بل وخرج المدير الرياضي آنذاك البرازيلي ليوناردو ليهاجم ريال مدريد علناً ويعتبره نادياً غير محترماً.
أحاول قدر الإمكان الإبقاء على عاطفتي بعيدًا خلال سردي، لكن.. منذ متى كان السعي لجلب لاعب متبقي بعقده سنة، بمبلغ يفوق 120 مليون يورو تقليلاً من الاحترام؟ على العموم، لنواصل السرد.
خلال هذه الفترة صرّح رئيس النادي الفرنسي تصريحاً جعل مبابي يشعر بالرعب على حد تعبيره حين قال الخليفي: "كيليان لن يخرج من باريس سان جيرمان هذا الصيف، ولن يخرج من النادي بالمجان مطلقاً".
كيليان قال لاحقاً بنفس المقابلة التي أجراها بعد إغلاق الميركاتو الصيفي: "حين تسمع رئيسك يقول هذا الكلام.. تشعر بالرعب دون شك."
انتهى ميركاتو 2021، وهو ميركاتو قام فيه ريال مدريد بكل شيء ممكن لجلب اللاعب، عن طريق الضغط الإعلامي وإرسال العروض المجزية لقاء لاعب ينتهي عقده بعد سنة، و بعد أزمة كورونا التي جعلت الأندية الرياضية تعاني من الناحية المالية، إلا أن كل هذا لم يجعل فلورنتينو بيريز يتراجع عن ما يمكن اعتباره اتفاقاً مع مبابي- و سرّب قدرة النادي على دفع 220 مليون يورو لباريس سان جيرمان، كل هذا لأجل لاعب ينتهي عقده بعد سنة.
إلا أن النادي لم ينل أي رد مطلقاً بشكل رسمي على العروض المطروحة.. وهو ما اعتبره الفريق الأبيض قلة احترام، أو تعاملاً غير معتاداً من طرف الأندية الرياضية في ما بينها (بالخصوص وقد كان يعتبر باريس سان جيرمان نادياً صديقاً).
حين لم يتلقى الريال أي رد- بادر بصرف جزء من المخصصات ربما للتعاقد مع كامافينغا -بآخر أيام الميركاتو وبشكل مفاجئ-، وهو الذي كان هدفاً لباريس سان جيرمان كذلك من فرنسا، انتقال اعتبره البعض "انتقامياً" من إدارة PSG التي كانت على وشك حسم صفقة لاعب الوسط الموهوب.
هذا الميركاتو كان المنعطف ربما الذي سيجعل إدارة مدريد تقرر قراراً سمعنا صداه في صيف 2023: "لن ينال باريس سان جيرمان يورو واحدًا مقابل مبابي.. من ريال مدريد".
ولكن قبل ذلك، يوجد فصل آخر سيكون بطله هذه المرة هو اللاعب نفسه: كيليان.
صيف 2022.
خلافاً لـ 2017 و 2021، هذه المرة انتهى ملف مبابي قبل الميركاتو الصيفي، حيث عمل ريال مدريد على التعاقد مع لاعب حر منذ بداية سنة 2022،
كانت التسريبات و كل شيء يسير باتجاه وحيد: مبابي سينتقل لريال مدريد كانتقال حر صيفاً، سينال مكافأة توقيع ضخمة، مع راتب يقارب أو يتخطى 25 مليون يورو.
وكان جمهور مدريد يعامل اللاعب على أساس أنه لاعب مستقبلي للفريق و أظهروا له مودة غير مسبوقة لأي لاعب لا يرتدي قميص النادي، بالخصوص في المباراة الملحمية التي جمعت الفريقين في السانتياغو برنابيو بنفس السنة، وانتهت بتأهل المدريد 3-1 قبل أن يحقق الرابعة عشر في باريس.
أياماً قبل النهائي في باريس، وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر فيه إعلان مبابي رحيله- تسربت الأخبار التي تشير لاحتمالية استمرار كيليان بباريس سان جيرمان، نبأ كان بمثابة الصدمة على الجمهور الأبيض.
إلى أن تأكدت عن طريق المصادر المقربة من إدارة ريال مدريد- وصدر الخبر بأن مبابي قرر الاستمرار في ناديه لـ 3 سنوات إضافية متسبباً في موجة غضب عارمة، قبيل نهائي التشامبيونزليغ بأيام.
أجرى بعدها مباشرة كيليان مبابي مقابلة صحفية مع جريدة الماركا الإسبانية، فسّر فيها قراره وعبر بأن "حلم اللعب لريال مدريد لا يمكن بأن ينتهي.."
كما قال بالإضافة لذلك: "أرغب بأن أتقدم بشكر و امتنان صادق لريال مدريد، ولرئيسه فلورنتينو بيريز، أعي الحظ و الفخر الذي منحتني إياه، بأن ترغب مؤسسة من هذا الحجم بجلبي.. سأكون أول مشجع للفريق بنهائي دوري الأبطال".
تصريحات لم تغير من الواقع شيء، بل وجعلت الجمهور يزداد سخطه عليه، فجمهور مدريد ليس بحاجة لمشجع إضافي، بالخصوص لو كان هذا المشجع قد غدر للتو بالنادي و تراجع عن توقيع اتفاق توصل له قبل أشهر مع إدارة النادي.
ما بين 2022- 2023
مباشرة بعد التجديد بأشهر، بدأت تطفو للسطح بعض التسريبات التي تؤكد وجود تدخلات سياسية من أعلى سلطة بفرنسا ممثلة في الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالإضافة للرئيس السابق (مشجع باريس سان جيرمان- ساركوزي)، طلبهم وإلحاحهم على كيليان بأن يبقى لسنتين بالفريق (ليكون كذلك واجهة فرنسا في الأولمبياد- أولمبياد باريس 2024).
بالإضافة للحوافز المالية التي نالها لكي يستمر- ومع كل هذا قرر تمديد عقده لسنتين (وليس 3 كما أعلن).
أعلن باريس سان جيرمان آنذاك متابعته القضائية للوباريزيان الفرنسية، لتسريبها تفاصيل عقد كيليان (العقد XXL كما وصفوه*) و أضافوا بكونه "هو أكبر عقد لرياضي في التاريخ"
"حيث يجمع الطرفين لسنتين + 1 اختيارية من طرف اللاعب فقط.
-العقد ليس به أي نقطة رياضية
-72 مليون يورو سنوي (شامل للضرائب)، ما يعني 6 ملايين يورو شهرياً، (2.7 مليون يورو صافي شهري)" (من تسريب لوباريزيان الفرنسية)
(بعيداً عن المكافآت التي كانت تتضمن مكافأة توقيع التجديد و مكافآت ولاء سنوية تدفع من باريس سان جيرمان لمبابي بمبلغ يزيد كل سنة من السنوات الثلاث).
تسربت كذلك أخبار مفادها بأن كيليان يرغب بأن يخرج خلال فترة الانتقالات الشتوية -شتاء 2023- بعد المونديال، لأسباب مختلفة لعل أبرزها هي إخلال الإدارة بالوعود التي قدمتها له بجلب لاعبين معينين وخلق فريق تنافسي (الإبقاء على ميسي ونيمار وفيراتي).. وهي الأخبار التي نفاها المستشار الرياضي لويس كامبوس، الذي عينته الإدارة الفرنسية خصيصاً لكي يدير ملف مبابي ويقنعه بالبقاء والاستمرار لسنوات إضافية في الفريق.
كل هذه التسريبات تعاملت معها إدارة مدريد بتجاهل تام (باستثناء ردود من طرف الصحافة المقربة منها تعبر فيها عن كون الأمر لا علاقة لهم به لا من قريب ولا من بعيد).
و قد كانت الغالبية العظمى من جماهير الفريق ترد عليها بغضب، وترى بأن اللاعب يرغب بترك الأبواب مفتوحة له فقط بالإضافة لبقائه في الواجهة (على الأقل إعلامياً) عن طريق اسم ريال مدريد.
صيف 2023.
مباشرة مع حرارة الصيف، اشتعل الميركاتو بقنبلة تسريب خطاب مبابي المرسل لإدارة فريقه باريس سان جيرمان التي يخطرها فيه بشكل رسمي بأنه قرر عدم تمديد عقده للسنة الإضافية الاختيارية، ما يعني رحيله بالمجان الصيف الموالي.
خطاب لم تقبله إدارة باريس سان جيرمان التي افترضت بأن الاتفاق الذي حصل بينهم في 2022، وبعد كل التقدير الذي ناله منهم (من مقابل مجزي مالياً أو أياً تكن الاتفاقات التي حصلت بينهم) ستجعله يفعل البند الاختياري ويستمر لـ 3 سنوات وليس سنتين فقط، لكن شيئاً من هذا لم يحدث، و وجدت إدارة باريس نفسها بوضعية سيئة اقتصادياً و على مختلف الأصعدة.
أمام هذه الوضعية صدر التهديد من طرف إدارة النادي الفرنسي: إما التمديد، أو الرحيل هذا الصيف.
وأصبح التهديد لما هو أشد، حيث هددت بعدم إشراكه وتركه في قائمة الغير مرغوب فيهم (LOFT بفرنسا) ولو اقتضى الحال بإبعاده عن اللعب طوال السنة.
وبنفس الوقت مضى النادي في طريقه بجلب لاعبين يفيدون مشروعه الجديد مع جلب مدرب يقود هذا المشروع الجديد بعيداً (وشهد ذلك بيع نيمار، ترك ميسي يخرج، مع دفع فيراتي و دراكسلر نحو الخروج.. وجلب لاعبين شباب و فرنسيين).
طوال الفترة كان مدريد يسرّب بأنه غير مهتم بما يحدث في باريس وبأن هذا شأن داخلي، لكن كان المنعطف المهم الذي جعل باريس يُجن ويشكك بوجود اتفاق مسبق ما بين ريال مدريد و كيليان هو الفيديو الذي يبدو عفوياً، لكنه يظهر بأنه يمكن بأن يكون أي شيء، إلا عفوياً.. حيث ظهر رئيس ريال مدريد (الذي لا يتحدث كثيراً بالأساس) في فيديو بتيكتوك وحين سأله أحد جماهير الفريق هل سيأتي مبابي رد فلورنتينو بيريز بشيء من السخرة: "نعم.. ولكن ليس هذه السنة".
في هذه اللحظة، يبدو بأن باريس سان جيرمان علم بأن اللاعب لديه اتفاق لينتقل بالمجان، ومن هنا نبعت الجملة التي ظل يرددها صحفي الانتقالات الشهير فابريزيو رومانو كببغاء، طوال الصيف، بمناسبة أو بدون: "تعتقد إدارة باريس سان جيرمان بأن مبابي لديه اتفاق مع ريال مدريد ليخرجهم لهم الصيف المقبل كلاعب حر".
وحسب رأيي الشخصي كان هذا أول صيف على الإطلاق منذ انضمام مبابي لباريس، كانت هذه هي المرة الأولى التي تريد إدارة النادي بأن تتخلص منه وتبيعه، وهذا ما سرّبته لكل وسائل الإعلام المقربة من النادي أو الفرنسية منها، غير أنه لكي تبيع لاعباً يجب بأن تجد مشترياً، والمشتري هذه المرة لا يرغب بالشراء (عطفاً على ما حدث في 2021 حين تجاهلوا عروضه).
بدأت باريس تسرب أخباراً عن عروض مختلفة لعل أكثر العروض المضحكة منها كانت من طرف البرسا الذي يعاني اقتصادياً لتسجيل غافي، لكنهم وضعوه ضمن قائمة المرشحين لجلب مبابي، قبل أن يأتي الهلال بعرضه الضخم الذي لا يُرفض، فسخر منه كيليان بحسابه بتويتر.
كانت كل هذه محاولات يائسة من باريس، لجعل مدريد يدخل ويقدم عرضاً، ولعل ذلك كان موقفهم لآخر يوم بالميركاتو حيث تحدث رئيس النادي ناصر الخليفي وقال بأن كل شيء ممكن.. لكن مدريد كان واضحاً عن طريقه أبواقه الإعلامية "ولا يورو من مدريد لباريس هذه المرة".
وكذلك كان، عاد مبابي لمعسكر فريقه من قائمة غير المرغوب فيهم بصيغة اتفاق سرّب باريس سان جيرمان عبره انفتاحاً من اللاعب على التمديد أو توقيع عقد جديد بالإضافة لتخليه عن مكافآته، بينما سرّب محيط اللاعب بأن الاتفاق لم يتضمن أي حديث حول التجديد مطلقاً.. وعاد كيليان الذي كان راغباً بالعودة للمشاركة، في موسم مهم يسبق اليورو مع المنتخب الفرنسي بنهايته. (لكن قائد فرنسا لم ينسى المعاملة السيئة التي لاقاها من فريقه، ورئيسه.. وبدى هذا جلياً الآن).
2024- صيف 2024 والنهاية
بعد دخول اللاعب بالمرحلة الحرة من 2024، بالوقت الذي توقع العديد تكرار سيناريو 2022، حافظ الكل على حذره باستثناء بعض الصحفيين الذين أكدوا بأن الوضعية مختلفة هذه المرة، وقد كان من الطبيعي بأن لا يقع فلورنتينو بيريز بنفس الفخ مرتين.
إن كان بيريز قد أخطأ في 2022 بتركه مبابي لآخر لحظة يفاوض فقد منحه مهلة هذه المرة، وهي المهلة التي وإن شكك بها الكثيرون إلا أنها كانت فعلياً، بدليل الحديث الآن عن توقيع اللاعب لعقده مع ريال مدريد منتصف فبراير، بينما كان قد أخطر ناديه بشكل رسمي أنه سيرحل بنهاية الموسم قبل ذلك بأسابيع.
إذا كان فلورنتينو قد فتح الباب على مصراعيه أمام اللاعب الساعي لتحقيق حلم طفولته قبل سنتين، فقد وضع شروطاً هذه المرة، شروطاً ساعده بها نجاح الفريق بالسنوات الأخيرة، بالتحديد الفوز بدوري الأبطال في 2022 من دونه ومن دون عناصر أخرى اعتبرت أنفسها فوق النادي قبل أن يظهر العكس.
مدريد اليوم يلعب لتحقيق التشامبيونزليغ الثانية خلال 3 سنوات، حيث سيلعب النهائي بعد أيام، بينما كيليان أمضى 7 سنوات في باريس دون تحقيق واحدة، و في نفس الوقت حقق الريال 2 وهو على وشك تحقيق الثالثة، ليظهر بما لا يدع مجالاً للشك بأن اللاعب هو من يحتاج ريال مدريد وليس العكس.
جماهير كرة القدم العالمية باتت تعلم الآن بأن كيليان بطريقه لريال مدريد.. ولم يعد يتبقى سوى الإعلان الرسمي الذي يؤجله النادي لما بعد نهاية الموسم (بعد نهائي دوري الأبطال)- يأتي هذا بعد أن أعلن كيليان الجمعة الماضي خروجه من ناديه بنهاية الموسم ليودع جماهير فريقه بحديقة الأمراء.
عدد من الأشخاص سيعتبرون بأن نهاية القصة السعيدة هي قدوم مبابي لريال مدريد بنهاية المطاف، ولكن لأن جمهور ريال مدريد مختلف فالفرحة ستكون حاضرة، إلا أن نجاحها وبلوغها لأن تكون نهاية سعيدة من عدمه ستتعلق بمردوده وما سيقدمه للفريق، عدد البطولات التي سيحسم، وإلا سينال من صافرات الاستهجان ما لم يتخيله، وهي الصافرات التي نالها أساطير للنادي من قبله.. وهنا تكمن عظمة هذا الفريق.