- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تحولت التكنولوجيا الرقمية خلال العقود الأخيرة إلى قوة دافعة رئيسية لتغيير العالم وتشكيل حاضرنا ومستقبلنا. تمتد آثارها عبر العديد من المجالات مثل الاتصالات والتعليم والرعاية الصحية والاقتصاد والمزيد. فمن جهة، تقدم لنا هذه التقنيات فرصًا هائلة للتقدم والتطور؛ حيث تتيح التواصل الفوري مع الآخرين حول الكرة الأرضية بأكملها بغض النظر عن المسافة الجغرافية بينهما، وتحسين كفاءة الأعمال التجارية والشركات بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى فتح أبواب جديدة للابتكار والإبداع. ولكن رغم ذلك، فإن لهذه الثورة التقنية أيضًا جوانب مظلمة ومخاوف تتعلق بالخصوصية والأمان والحفاظ على القيم الثقافية والدينية. ومن الضروري فهم وتقييم كلتا الوجهتين لتحقيق توازن يضمن الاستفادة القصوى مما تقدمه التكنولوجيا الرقمية حفاظاً على مصالح المجتمع والبشرية جمعاء.
الفرص الواعدة للمستقبل
تُبشّر تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وأجهزة إنترنت الأشياء بتحول جذري في كيفية عمل المؤسسات وكيف يعيش الناس يومهم. فعلى سبيل المثال، ستتمكن الأنظمة الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي قريبًا من تقديم خدمات طبية متخصصة ومتنوعة تشمل تشخيص الأمراض وعلاجها وإدارة ملفات المرضى الطبية بكفاءة غير مسبوقة. كما توفر تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز تجارب تعليمية غامرة وجذابة تمكن الأفراد من تعلم مهارات جديدة وفهم المفاهيم المعقدة بطرق أكثر سهولة وشرحاً. وعلى الصعيد الاقتصادي، سيحدث التحول نحو الاقتصاد الرقمي ثورة في طرق إنتاج السلع وبيع الخدمات واستهلاك المنتجات، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة الإنتاجية وخلق وظائف جديدة تعتمد على المهارات العالية المتصلة بالتكنولوجيا الحديثة.
وفي ظل هذا المشهد التكنولوجي الديناميكي، يتعين علينا أيضًا مواجهة المخاطر الناجمة عنه والتي تتطلب اهتمامًا كبيرًا واتخاذ تدابير احترازية مناسبة لحمايتنا منها. فالانتشار الكبير لأنظمة الحوسبة السحابية وانتشار الشبكات الاجتماعية قد أدى إلى ظهور تحديات خطيرة متعلقة باختراق البيانات الشخصية وسرقتها أو استخدامها بطريقة غير أخلاقية. علاوة على ذلك، ربما تؤثر بعض أشكال الذكاء الاصطناعي على الوظائف البشرية وقد تساهم في تفاقم البطالة إذا لم يتم التعامل مع تلك المسألة بحكمة وبشكل يحافظ على حقوق العمّال وينمي قدرتهم التدريبيّة والاستثمار في تطوير مهاراتهم بما يناسب الاحتياج الحالي والمستقبلي للسوق العالمي. وفي عالم أصبح فيه انتشار المعلومات أمر يسير للغاية، تبقى المحافظة على الأخلاق والقيم الإسلامية ضمن الأولويات الأساسية عند تصميم وصناعة منتجات رقمية جديدة وضبط آليات نشر محتواها لكي تضمن عدم إساءة استعمالها أو تعرض المجتمع للإفساد بسبب ضعف ضبط النفس أمام المغريات التي يمكن لهذا النوع الجديد من الترفيه أن يخلقها لدى الجمهور المستهدف خاصة شباب مجتمعات المسلمين الذين يشكلون جزء كبير ممن يستخدمون الإنترنت اليوم.
إن إدراك أبعاد التقدم العلمي الحديث واحتواء مخاطر جانب منه مهم جدّا وذلك سعياً لبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة وللحفاظ على هويتنا العربية والإسلامية وسط تغيرات كبيرة تحدث بسرعه عالية فنحن نحتكم دائماً للشريعة الغراء فيما نقدمه وما نتفاعل معه افتخاراً بقوانينا الربانية الخالدة إذ "لا تغيير لها" كما جاء في القرآن الكريم "[