- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:يواجه العالم الحديث ثورة تكنولوجية غير مسبوقة مع انتشار الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة. هذه الثورة تحمل فرصاً هائلة لتعزيز الحياة البشرية ولكنها تثير أيضاً تساؤلات أخلاقية وفقهية خاصة عند النظر إليها من منظور ديني مثل الإسلام. يهدف هذا المقال إلى استعراض العلاقة بين الاسلام والذكاء الصناعي وكيف يمكن لهذا التقليد الفكري الدائم التأقلم والمواءمة مع هذا الاتجاه الجديد.
الفرص الواعدة للذكاء الصناعي في المجتمع المسلم:
يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم حلول عملية لمجموعة واسعة من القضايا التي تواجه مجتمعات المسلمين حول العالم. على سبيل المثال، يمكن للمستشفيات استخدام نماذج التعلم الآلي لتوفير خدمات صحية أكثر كفاءة ودقة، مما يتيح التشخيص المبكر للأمراض وتحسين نتائج العلاج. كما يمكن لهذه التكنولوجيا دعم التعليم بتقديم طرق تعليم مخصصة لكل طالب بناءً على قدراته واحتياجاته الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تطبيق الذكاء الاصطناعي في الزراعة سيقلل الاعتماد الكبير على العمالة البشرية ويعزز إنتاج الغذاء المستدام.
الجوانب الأخلاقية والفقهية للتأثيرات المحتملة للذكاء الاصطناعي:
مع كل الابتكار يأتي مسؤولية ضمان عدم انتهاكات حقوق الإنسان والأخلاق الإسلامية أثناء تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. هناك مخاوف بشأن حماية البيانات الشخصية وضمان الشفافية والأمان فيما يتعلق بنظم اتخاذ القرار المدعومة بالتحليل العددي. علاوة على ذلك، يناقش الفقهاء المسلمون كيف تؤثر الروبوتات والبرمجيات الذاتية الحكم على مسائل مثل المسؤولية القانونية والمعاملات المالية وغيرها الكثير والتي تعتبر مهمة لحياة الأفراد والمجتمعات اليوم.
الموافقة الشرعية لاستخدام الذكاء الاصطناعي:
يتطلب الأمر دراسة متأنية لتقييم مدى توافق المنظور الإسلامي المعاصر مع تطور الذكاء الصناعي الحالي. إليكم بعض الأمثلة المفيدة لذلك:
1) حفظ الخصوصية - يحرم الإسلام التجسس والاستراق السمع ويتوجب احترام خصوصية الفرد والحفاظ عليها حسبما جاء في قوله تعالى "
2) الصدق والأمانة - تشدد العقيدة الإسلامية على ضرورة الصدق والنزاهة في جميع جوانب الحياة. وبالتالي يستدعي الأمر تصميم نظم محاسبة مبنية على هذه المبادئ لمنع الاحتيال وعدم الوضوح في الأنظمة الرقمية.
3) التنمية الإنسانية والإنسانيّة: يشجع الدين الإسلامي البحث العلمي والابتكارات لتحقيق رفاه الناس وتعزيز حياتهم العملية والدينية. ولذلك فإنه بإمكان البرمجيات الذكية أن تساعد الأفراد والسكان المحليين على تحقيق هدف الحياة الذي حدده الله عز وجل وهو عبادة الخالق وحسن إدارة الأرض والعيش بها.[1]
---
[1] محمد عثمان، "الإسلام والذكاء الإصطناعي"، مجلة جامعة أم القرى للعلوم الاجتماعية والنفسية، ٢٠١٩ .