إلى الأعزاء من غير المتطعمين: لدي صديق منذ الطفولة طيبٌ مثل كوب شايٍ مُعَطَّرْ، هاديءٌ كما ساعات ال

إلى الأعزاء من غير المتطعمين: لدي صديق منذ الطفولة طيبٌ مثل كوب شايٍ مُعَطَّرْ، هاديءٌ كما ساعات الليل أيام الحظر الكلي الذي خرجت فيه بعض الأحيان لعم

إلى الأعزاء من غير المتطعمين:

لدي صديق منذ الطفولة طيبٌ مثل كوب شايٍ مُعَطَّرْ، هاديءٌ كما ساعات الليل أيام الحظر الكلي الذي خرجت فيه بعض الأحيان لعمليات طارئة لمرضى الكورونا، أذكر احداهن وقد جلبوها من العناية المركزة منفجرةً فيها قرحة الإثني عشر

١-٢٥ https://t.co/K2RjtSU3sk

لبسنا اللباس الأبيض والقناع الكامل الذي يذكرني بالطفولة إذ كنا نلبس القناع الكيماوي بُعَيْدَ الغزو الغاشم .. كان من الأشياء التي تذكرني بالغزو لبسي لذلك القناع. بالبطن الذي دخلناه بالمنظار كان سائل الأمعاء الأخضر الذي انبعث من ثقب الإثني عشر مُغرِقاً كل أنسجة البطن حارقا لها

٢-٢٥

ذلك السائل الأخضر مع انزيمات البنكرياس هدفهما هضم الغذاء البروتيني والدهني وبما أن هذه العصارة خرجت من الأمعاء فإنها الآن تهضم أنسجة الجسم وكأن المصاب يأكل نفسه ويحرقها من الداخل

٣-٢٥

أعود لصديق الطفولة الطيب الهاديء.. إنه الآن يصارع المرض.. مرض الكورونا الذي ينكره بعضكم.. أرسل لي رسالة قبل عشرة أيام عرفت فيها بإصابته كتب فيها بالحرف الواحد: (لو يرجع فيني الزمن، اروح اطعم والله..الكورونا شي مو سهل.. انهد حيلي والله).

٤-٢٥

منذ كتابته لتلك الرسالة وفي غضون أيام قليلة توفيت والدته وبعدها بيومين توفي والده.. أمه وأبوه رحمهما الله توفيا من الكورونا وبين وفاتهما أقل من اثنين وسبعين ساعة.. لم يستطع صديقي وداع والدته.. حاولنا اخفاء الأمر عنه فهو مريض ضاق نفسه ولا يستطيع الخروج من فراشه أو الحركة منه

٥-٢٥


ضياء الحق الكتاني

8 مدونة المشاركات

التعليقات