- صاحب المنشور: فتحي الحنفي
ملخص النقاش:
يعكس دور التعليم العالي في المجتمع أهميته الكبيرة في تشكيل أفراد قادرين على التكيف مع التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم. وفي ظل هذا السياق العالمي المعاصر، يبرز اهتمام خاص بتأثير الدين -وفي هذه الحالة الإسلام- على منظومة التعليم الجامعي وأثر ذلك على تكوين طلاب الغد وتطور مجتمعهم.
في ضوء الشريعة الإسلامية، يُعَدّ طلب العلم فريضة واجبة بغض النظر عن النوع أو الدرجة؛ فقد حث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين قائلاً "طلب العلم فرض كفاية". وهذا يدل على اعتراف واضح بقيمة المعرفة والحاجة إليها للمجتمع المسلم كي يمكنه مواصلة الازدهار والتطور بينما يحافظ أيضًا على هويته الثقافية والإسلامية.
يمثل التعليم العالي فرصة مثالية لدمج الفكر الأكاديمي والثقافة الدينية بطرق تعزز فهم الطلاب للعالم من حولهم وتعزز قيمتهم الذاتية داخل ثقافاتهم الخاصة. بعض المؤسسات التعليمية قد تعمد إلى دمج المناهج الدراسية الإسلامية كجزء منها مما يعطي للطالب صورة أكثر شمولاً لكيفية توافق بين الجوانب العملية والنظرية للحياة اليومية وفقا للشرائع والقواعد الإسلامية.
وإنما يكتسب الأمر أهميته عندما ندرك كيف يؤثر نظام التعليم الجامعي المنظم جيدًا ومُطبَّقْ بشكل راسخ في بيئة تتبع شريعة الإسلام وعلى أساس القيم الأخلاقية والدينية العربية الأصيلة. فالتفاعلات اليومية المستمرة بين الطلاب والمدرسين والمستمعين للفصول الدراسية المختلفة ستكون ذات تأثير عميق الأجل ليس فقط على حياة الأفراد ولكن أيضا على مسارات تطوير البنية الاجتماعية بأسرها.
تشمل عناصر دعم النظام الجامعي الذي يتوافق والمعتقدات الإسلامية عدة جوانب مختلفة مثل تنظيم ساعات العمل المناسبة لتجنب الصيام أثناء النهار خلال شهر رمضان الكريم, تقديم فرص مناسبة لحضور الشعائر العقائدية في أيام محددة كالجمعة والأعیاد السنویة, بالإضافة لتوفر خدمات التأمين الطبي والصحي التي تحترم التشريعات الصحية والشرعية. كل تلك الأمور تساعد في تحقيق التوازن الضروري بين احتياجات الحياة الأكاديمية والعادات الروحية والعادات المحلية والثقافية المرتبطة بالمفاهيم والتقاليد الاسلامیه.
وعلى الرغم من وجود تحديات محتملة تواجه التعامل بين البيئات الثقافية المختلفة داخل الحرم الجامعي الواحد إلا أنه يوجد مجال واسع للتغلب عليها عبر تبنى السياسات المرنة والاحترام المتبادل للأديان والمعتقدات المختلفة الموجودة هناك والتي تساهم جميعها بإثراء التجربة التعليمية برمتھا لتخرج جيلا جديدا قادرا علی تحمل المسؤوليات المؤقتة والاستعداد للاستفادة القصوى من الفرص المستقبلیہ والمعاصرة التي ستعرض أمامھم . وبذلك ، سيصبح التعليم العالي مرتكزًا رئيسيًا لبناء مجتمع مسلم مُستنير وقادر علي استشعار دوره الريادي ضمن المحیا الدولي الحالي والذي يستوجب منه ان يجابه ويتجاوز العديد من المصاعب والعراقیل بنفس القدر الذی يسعى به نحو ازدهاره وتمکینیھو بكل وسائل العلم والمعرفۃ الحديثة بما يناسب دائمًا رؤیتهالانسانية وخياراتہالثقافیّةوالإسلامیات습عدالیها بمآرب ساميه وفاضله تليق بحاضرنا وغدا أفضل إنشاءالله!