- صاحب المنشور: هاجر بن صالح
ملخص النقاش:
مع ازدياد اعتماد العالم على التكنولوجيا والإنترنت، أصبح الاقتصاد الرقمي يهيمن تدريجيا على مختلف جوانب حياتنا. وهذا التقارب بين العالم الحقيقي والعالم الإلكتروني قد أحدث تأثيرا عميقا ليس فقط على مستوى الأعمال والماليات ولكن أيضا على البنية الاجتماعية للمجتمع. يتناول هذا المقال تقييم للأثر الاجتماعي للإقتصاد الرقمي وأوجه تأثيره المختلفة.
التشغيل والتوزيع الوظيفي:
أولى الفوائد الواضحة التي يجلبها الإقتصاد الرقمي تتعلق بتوفير فرص العمل الجديدة والتي لم تكن موجودة قبل الثورة الرقمية. تعمل الشركات الآن عبر الإنترنت مما يسمح لها باستقطاب موظفين عالميين بغض النظر عن مواقعهم الجغرافية. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الصناعات تستفيد مباشرة من هذه التقنيات مثل خدمات التسويق الرقمي وتطوير البرمجة والأمن السيبراني وغيرها الكثير. لكن الجانب السلبي لهذا الأمر هو فقدان بعض الوظائف التقليدية بسبب تحوّل العمليات المستندة إلى الإنسان نحو التحول الآلي والاستعانة بالروبوتات الذكية.
العلاقات الإنسانية والتواصل:
يشكل الإقتصاد الرقمي الأساس لسلسلة واسعة من الخدمات المتاحة للمستخدمين اليوم. سواء كانت الدردشة الصوتية أو الفيديو أو حتى التواصل الكتابي فإنه يلعب دورا محوريا فيه جميعا. وعلى الرغم من كونها أدوات مفيدة لتعزيز الاتصال بين الأشخاص الذين يعيشون بعيدا عن بعضهم البعض إلا أنها قد تؤدي أيضا إلى تقليل الوقت الذي يقضيه الناس مع أحبابهم وجيرانهم ومجتمعاتهم المحلية. كما يمكن لهذه الأدوات أن تخلق مشكلة عدم القدرة على فهم السياقات غير اللفظية كاللمسة العاطفية والضحكة الحقيقية عند التعامل بها افتراضيًا فقط.
الحرمان من الفرصة والتمكين:
يتبين جليا مدى اختلاف مستويات توافر الفرص بين سكان البلدان الغنية وبلدان الجنوب حيث لا يزال الوصول إلى الإنترنت محدودا للغاية هناك بينما يتمتع الآخرون بحرية أكبر للاستفادة الكاملة منه. بالتالي نجد أن الانقسام الطبقي موجود بالفعل ضمن المجتمع الواحد بناء على امتلاك الأفراد لوسيلة الاتصال الحديثة وبالتالي حصولهم على المزيد من المعلومات والمعرفة مقارنة بأقرانهم ممن حرموا منها لأسباب اقتصادية وعمرانية مختلفة تمام الاختلاف عما توفره لهم تلك الدول الأكثر ثراءً والتي وصلتها دعائم تقدم العمران الحديث بكل راحاته وفوائده العديدة الأخرى المرتبطة بحياة المدن وما يحمله عصر الأنوار الجديد تحت مظلته الرحبة!
آفاق المستقبل:
لا شك بأنه رغم كل الانتقادات والحكم المخففة إلي حدٍ ما بشأن نقاط ضعف نظام الحياة المعاصر المبني حول الشبكات العنكبوتية العالمية إلا أنه قطعا سيستمر تقدمه بلا رجعة نظرًا لما يتميز به من مرونة وقدرة عالية للإبداع والإبتكار والذي يعد أحد أهم عوامل نجاح أي مشروع حديث يسعى للتغلغل داخل سوق المال العالمي المفتوح أمام الجميع بدون قيود سنوية محددة سوى رغبات أفذاذ المطورين ذوو رؤية شاملة تشمل كافة تفاصيل دور النظام الرقمي القادم والذي سيكون له التأثير الأكبر بكثير مما نحن عليه حاليًا فيما لو استطعنا حسن استخدامه واستثمار امكاناته المتعددة بطريقة امنة وسليمة تحقق المنافع العامة دون التقليل ابداٌ مما جاء سابق ذكرُّهُ أعلاه حول سلبيَّاتها المحتملة إن أخفقنا بخطة مدروسة لحماية حقوق المستخدم وصونه ضد مخاطر احتمالية كشف البيانات الشخصية واحتيالات التصيد الخبيث"