- صاحب المنشور: عزة بن شعبان
ملخص النقاش:شهد العالم خلال العقود القليلة الماضية ثورة رقمية هائلة أثرت بشكل عميق على جميع جوانب الحياة، ومن ضمنها قطاع التعليم. مع تطور التقنيات الرقمية وانتشار الإنترنت، ظهرت فكرة التعليم الإلكتروني كحل مثالي لتحسين الوصول إلى المعرفة وتسهيل عملية التعلم لجميع شرائح المجتمع، بغض النظر عن العوامل الجغرافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية. ومع ذلك، رغم الإيجابيات الكثيرة لهذا النظام الجديد، إلا أنه يواجه العديد من التحديات التي تستحق الدراسة والتفكير.
**التحدي الأول: الفجوة الرقمية**
أولى هذه التحديات هي فجوة الولوج للشبكة العنكبوتية، حيث يعاني قسم كبير من سكان العالم الثالث خصوصا وأجزاء واسعة من الدول النامية عامة من محدودية القدرة المالية لديهم لشراء الأجهزة والمعدات اللازمة للاستفادة من الفرص التي توفرها شبكة المعلومات الدولية.
**التحدي الثاني: جودة المحتوى**
رغم انتشار المنصات الإلكترونية المتخصصة في تقديم المناهج الدراسية عبر الإنترنت، تبقى هناك مشكلة أخرى تتمثل في اختلاف مستوى وجودة هذا المحتوى بين موقع وآخر وبين دولة وأخرى أيضا مما يؤثر بالسلب على فعالية العملية التعليمية برمتها.
**إمكانات تعليم المستقبل**
على الرغم من تلك الصعوبات، فإن التعليم الإلكتروني يحمل معه فرصاً كبيرة يمكن استغلالها بشكل فعال نحو تحقيق مستقبل أفضل للتعليمglobally:
1️⃣ تحسين الوصول: يمكن للتكنولوجيا أن تساعد بتخطي الحواجز البدنية والجغرافية لتوفير الدروس للمتعلمين الذين يعيشون بمناطق نائية يصعب عليهم الذهاب للدراسة بالمؤسسات الأكاديمية الرسمية.
2️⃣ تكلفة أقل: مقارنة بالنظام التقليدي الجامعي، تعتبر تكاليف حضور دورات افتراضية بكليات جامعية محترفة ومرموقة اقل نسبياً سواء بالنسبة للطالب ذاته أم للاعتبارات المالية العامة لدولة كاملة إن كانت تقدم خدمة مجانية مثل بعض البلدان الأخرى حاليا وذلك بسبب عدم حاجتها لبناء وإنشاء هياكل بنيوية جديدة كالاقسام والفصول وغيرهما .
3️⃣ مرونة الزمن والمكان: يسمح التعليم الإلكتروني بالتواصل والاستيعاب خارج ساعات العمل اليومية وزمان حدوث دروس وجلسات مباشرة داخل حرم جامعة تقليدية الأمر الذي يشجع مختلف الأفراد لأخذ زمام المبادرة الخاصة بهم فيما يتعلق بالحفاظ على توازن حياتهم الشخصية والعائلية والحياة العملية أيضاً.
4️⃣ مشاركة متنوعة: يساهم اعتماد أدوات حديثة متعلقة بالتعاون والتفاعل الضمني بالإعداد لمستقبل جديد للعلاقات الإنسانية وتعميم ثقافة التواصل المفتوحة والتي تناسب احتياجات مجتمع القرن الواحد والعشرين الحالي وما سيليه لاحقا نظرا لانفتاح الآفاق أمام كافة الشرائح العمرية بمختلف جنسياتهم ولغاتهم المتميزة لكل منهم فأصبح بإمكان الجميع الانخراط ضمن مسارات تعلم مشتركة مهما بلغ فارق المسافات الذي يفصل أحدهم بالأخر فقد أصبح الآن تغلب عامل القرب أكثر منه بعد الوضوء المعرفي العام.
وفي النهاية يبقى حقائق ثابتة وهي ان تطوير التعليم الإلكتروني يتطلب جهود متكاملة ومتداخلة تجمع عناصر عدة أهمها دور الحكومة المحلية والدولية بالإضافة لإصرار المؤسسات الخاصة وشركات القطاع الخاص وكذا مؤسسات البحث العلمي ذات الاختصاص في سبيل جعل المشروع الكُلي قائما بصورة افضل واستثمار كل الامكانيات المتاحة بطريقة مدروسة وخلاقة كي تصبح رؤية "الدولي" واقعا مفاهوما لدى جل الناس حول العالم.