- صاحب المنشور: رتاج البكري
ملخص النقاش:تُعتبر الثورة التكنولوجية الحديثة أحد أهم الأحداث التي أثرت على حياة البشر حول العالم. وقد كان للمجتمع الإسلامي نصيبٌ كبير منها؛ حيث امتزجت هذه التطورات الرقمية مع قيمه وأخلاقه الفريدة مما خلق تحديات وظواهر جديدة تستحق الدراسة والنظر.
من ناحية، يمكن للتكنولوجيا تعزيز العديد من الجوانب الإيجابية داخل المجتمع الإسلامي. فعلى سبيل المثال، يُمكن استخدام الإنترنت وبرامج المحادثة كوسيلة فعالة لتسهيل التواصل والدعوة إلى الله بين المسلمين المنتشرين عبر جميع أنحاء الكوكب. كما تساهم وسائل الاعلام الرقمية أيضًا في نشر المعرفة والثقافة الإسلامية، وتوفير فرص التعليم المتنوع والمتاح لجميع شرائح الناس بغض النظر عن مكان وجودهم أو ظروفهم الاقتصادية.
إلا أنه وفي ذات الوقت، تأتي التكنولوجيا بمجموعة كبيرة ومتغيرة باستمرار من المخاطر والإشكالات الأخلاقية المحتملة والتي تتطلب الحذر والمراقبة الدائمة. إحدى أكبر المخاوف هي انتشار المعلومات غير الصحيحة (Fake News) وانتشارها الواسع بسرعة البرق، وهو الأمر الذي قد يساهم في تشكيل وجهة نظر خاطئة لدى الأفراد ويؤدي بهما لممارسة أعمال تخالف الشريعة الإسلامية إن استغرقتهما تلك الرسائل لفترة طويلة بدون تمييز.
التفاعل الاجتماعي والعلاقات الشخصية
بالإضافة لذلك، أدى ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الإلكترونية إلى تغيير طبيعة العلاقات الاجتماعية التقليدية بين الأشخاص وكيف يتواصل بعضهم البعض. فقد حلت تطبيقات مثل واتس آب وفايبر محل المكالمات الهاتفية وزيارات الأقارب والجيران، بل إنه حتى اللقاءات العائلية بات يتم تنظيمها عبر تطبيق جوجل كالندرز!
وعلى الرغم من كون هذا التحول مفيدًا بطبيعته لأنه يوفر الراحة والفائدة العملية للناس إلا انه ينبغي التنبيه أيضا لأثر هذه الوسائل الجديدة سلبيًا حين تحجب التواصل الشخصي المباشر وتعزز الشعور بالعزلة الاجتماعية خاصة عند الأطفال والشباب الذين يقضون ساعات طوال أمام شاشة جهازهم المحمول.
الإرشادات الشرعية والتطبيق العملي
وفي ضوء كل ما سبق ذكره أعلاه، فإن دور علماء الدين ومراكز البحث العلمي المؤثرة يكمن حاليًا في تقديم دليل واضح وشامل بشأن كيفية التعامل الأمثل مع هذه التطورات المستمرة واستخداماتها ضمن نطاق شرعي وقيمي مُرضٍ لحياة المسلم اليومية سواء فيما يتعلق بالتعليم والاستفادة منه علميا أم اجتماعيا وعقبائيا كذلك.
ومن ثم، ستظل مسألة كيف سنستمر بتكييف حياتنا وفق العالم الرقمي الجديد بكل جوانبه المختلفة موضوع رأي نشط وخاضع للاستقصاء مستقبلًا نظرًا لعظم تأثيره الحالي والمحتمل مستقبلاً جدًا أيضًا.
