- صاحب المنشور: حياة بن الطيب
ملخص النقاش:
مع تطور التكنولوجيا وتغير بيئة التعلم التقليدية بسرعة كبيرة، أصبح مستقبل التعليم العالي موضوع نقاش عالمي. إن التحولات الرقمية التي نراها اليوم تشكل تحولاً ثورياً في قطاع التعليم، مما يوفر فرصًا جديدة للتفاعل والتعلم لكن أيضًا يعرضنا لتحديات لم نواجهها من قبل.
أصبحت المنصات الإلكترونية وأدوات الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من التجربة التعليمية الحديثة. تقدم هذه الأدوات للمعلمين القدرة على تصميم دورات أكثر شمولاً وتخصيصاً للمتعلمين، كما توفر فرصة الوصول إلى المواد العلمية والمعرفية بشكل فوري وبشكل مجاني لعدد أكبر بكثير مقارنة بالماضي. بالإضافة إلى ذلك، يتيح الوجود القوي عبر الإنترنت للجامعات التوسع عالميا وجذب طلاب من مختلف الثقافات والأجناس والجنسيات. هذا يساعد في تحقيق رؤية تعليم شامل ومتنوع يشمل الجميع بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الظروف الاقتصادية.
ومع ذلك، فإن هذه التحولات ليست خالية من العقبات والتحديات. فقد يؤدي الاعتماد الزائد على الأدوات الرقمية إلى انخفاض التواصل الشخصي بين الطلاب والأستاذة، وهو أمر حاسم لإشباع الاحتياجات الاجتماعية والعاطفية لدى المتعلمين. أيضاً، قد تواجه الجامعات المختلفة اختلافات كبيرة فيما يتعلق بتبني التكنولوجيا والموارد المالية اللازمة لدعم الحلول الرقمية الجديدة. علاوة على ذلك، هناك قلق بشأن المساواة الفاصلة بين الطلاب الذين يمكنهم الاستفادة الكاملة من التقنيات الرقمية ويقابلون صعوبات نتيجة لذلك، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأسر ذات الدخل المنخفض أو المناطق النائية.
لتجاوز هذه المشاكل المحتملة وتحقيق أفضل استخدام ممكن للعصر الجديد للتعلم، ينبغي مراعاة عدة جوانب رئيسية:
1 - الحفاظ على الجانب الإنساني: حتى مع توسيع دور التكنولوجيا في التعليم، تبقى العلاقات الشخصية مهمة للغاية. وهذا يعني ضرورة وضع استراتيجيات تضمن بقاء جوهر العملية التعليمية قائمًا وهي أنه عملية اجتماعية تتطلب مشاركة أشخاص آخرين لبناء الأفكار وإثرائها وتطوير مهارات الاتصال والحوار البناء وغيرها الكثير. فعلى سبيل المثال، يمكن تنظيم جلسات افتراضية منتظمة تجمع المعلمين والمتعلميين مع بعضهم البعض لمناقشة المواضيع الأكاديمية وشؤون الحياة العامة وتعزيز الروابط القائمة بالفعل أو بناء روابط أقوى إذا كانت هذه هي الحالة الأولى منهم جميعا .
2 – ضمان تكافؤ الفرص: يجب العمل جاهدين لمنع أي فرق غير عادل للأسباب الوراثية كالطبقات والأحوال الصحية والنفسية وغيرهن والتي لن تكون لها تأثير مباشر على كفاءة واستيعاب كل فرد لما يتم تقديمه له من مواد معرفية وفكرية ولكن ستكون مؤقتة مؤثرته بدرجة أقل نسبتها بالنسبة لكل حالة فريدة بذاتها ؛ وهذا يتطلب جهود مشتركة من الحكومات والشركات الخاصة والهيئات المجتمع المدني والإدارات المحلية لتحسين الربط بشبكات الانترنت وكافة الخدمات الأخرى الضرورية لهذا الغرض وذلك باتخاذ خطوط عمل واضحة ووضع سياسة حكومية شاملة تستهدف توفير تلك الخدمات الأساسية لأصحاب الدخول المنخفضة والفئات المحرومة جغرافيا بمختلف المجالات الأخرى مثل الصحة والزراعة والسكان الريفيات عموما ممن هم بحاجة ماسة إليها للاستمرار بحياة كريمة لهم ولأسرهم الصغيرة والكبيرة أيضا .
3 - التنفيذ العملي المستدام: تحتاج المؤسسات التعليمية لأن تأخذ الوقت الكافي لفهم احتياجات مجتمعاتها المحلية جيداً ثم اختيار أدوات تكنولوجية مناسبة وفقly تمويل متاح منها لاستخدامها بشكل فعال لتحسين أدائها العام نحو الأمام بدون احداث اي اخلال بنظام داخ