- صاحب المنشور: طه البوخاري
ملخص النقاش:
في عصر العولمة المتسارع، يجد العديد من الأفراد والمجتمعات نفسها محاطة بثقافات وتقاليد متنوعة. هذا الانفتاح على العالم قد قدم فوائد عديدة مثل تبادل المعرفة والتقنيات، ولكنه أيضًا طرح تساؤلات حول كيفية المحافظة على هوية ثقافية وإسلامية قوية وسط هذه الموجة الكبيرة من التأثيرات الخارجية. فيما يلي تحليل للنقطتين الرئيسيتين اللذين يشددان عليهما هذا التحدي:
أهمية الثقافة الإسلامية في بناء الشخصية الفردية والجماعة
للثقافة والقيم الإسلامية دور حيوي في تشكيل شخصية المسلمين وتعزيز ارتباطهم الديني والأخلاقي. فهي توفر نُظماً قيميّة تُرشد أفراد المجتمع نحو السلوك الصحيح والمعتدل. منذ الطفولة، يُعرَّف المسلمون بالأخلاق الإسلاميّة الأساسيَّة كالصدق والإيثار وحسن الخلق واحترام الآخرين بالإضافة إلى تقوى الله عز وجل. كما تقدم التعليم الديني فهماً شاملاً للدين ولأصول وعقائد الإسلام وفروعه مما يساعد على فهم أفضل لتعاليمه وأحكامه. لذلك فإن الحفاظ على الثقافة الإسلامية ضروري لبناء جيل يتميز بروحانية متوازنة وغرس القيم الأخلاقية المستمدة مباشرة من الشريعة الإسلامية.
تحديات التأثر غير الرشيد بالثقافات الأخرى
مع دخول الإنترنت عالمنا اليوم، أصبح الوصول للمعلومات أكثر سهولة ومتاحة للجميع بدون رقابة فعالة. وهذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى تعرض الشباب خصوصًا لتأثيرات خارج حدود هويتهم الثقافية والدينية حيث تنتشر بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الظاهرة والتي غالبًا ما تتضمن محتوى مشبوهة سرعان ما يلحق الأضرار بالنظام القيمي للشباب ويعرض بعض الأشخاص لممارسات بعيدة كل البعد عما تم تدريسه لهم سابقاً داخل مجتمعهم الأصيل. إن هناك حاجة ملحة لأخذ زمام الأمور من قبل الآباء والمسؤولين الدينيين لمساعدة شبابنا على إدراك طبيعة هذه المضمونات الغريبة عليهم وكيف أنها تخالف معتقدات ديننا بل وقد تغزو حياتهم بالحلال والحرمات والعادات الضارة بهم وبمستقبلهم اللاحق.
تحقيق توازن بين التعامل مع الخارج واحترام الذات الداخلي
وفي حين أنه من المهم مواصلة تعلم واستيعاب بعض الجوانب الإيجابية لهذه الثقافات الجديدة، فلا ينبغي التقليل من شأن تأثيرها السلبي المحتمل خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الاجتماعية والدينية الرئيسية. ويجب العمل للحفاظ على الحدود الواضحة التي تفصل بين ماهو مقبول وماهو غير مناسب ضمن بيئة وشخصية وثقافة فرد أو مجموعة معينة. وينبغي توجيه عمليات الاتصال الدولية بطرق تحقق مصالح مشتركة دون المساس بقيمنا ومبادئنا الأساسية كأمّة منتسبة للعقيدة الإسلامية. إن وجود خطوط واضحة لهذا النوع من العلاقات يسمح بفوائد عظيمة أثناء إبقاء الجميع تحت مظلة واحدة يحمي منها أي نوع من الاختراق الإعلامي الثقافي المدمر.
---
ملاحظات: