- صاحب المنشور: عبلة المدغري
ملخص النقاش:
في ظل التغيرات المتسارعة التي تشهدها المجتمعات المعاصرة، يبرز دور التعليم باعتباره الركيزة الأساسية للتحول والتطور. وفي هذا السياق، يأتي الحديث عن مكانة الإسلام وتفاعله مع منظومة التعليم الحديثة بغاية الأهمية. إن النظر إلى الدين الإسلامي كمحفز للرقي العلمي هو نظرة متكاملة تحترم تراثنا الثقافي وتتناغم معه؛ حيث يؤكد القرآن الكريم على أهمية طلب العلم والمعرفة في العديد من الآيات والأحاديث الشريفة. يقول تعالى في سورة آل عمران: "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا" [آل عمران:14]. وقد امتثل المسلمون لهذه الدعوة منذ العصور الأولى للإسلام وحتى يومنا الحاضر بإنجازات عظيمة أثرت الإنسانية جمعاء.
وعليه، فإن دمج قيم ومبادئ الإسلام ضمن المناهج التعليمية يمكن أن يقوي الروابط بين الطلاب وتعزيز الولاء للدين والأوطان. فالإسلام يدعو إلى الأخلاق الحميدة ويحث على بناء مجتمع قائم على العدالة الاجتماعية والمشاركة الفاعلة لكل أفراده. كما أنه يشجع على البحث العلمي والإبداع والإبتكار، مما يعكس روح التجديد والتطوير المستمر للمناهج الدراسية لتواكب الاحتياجات المتغيرة لعصرنا الحالي. بالإضافة إلى ذلك، يساهم تعليم التربية الإسلامية في توفير بيئة مدرسية شاملة تساهم في رفع مستوى التحصيل الأكاديمي لجميع الطلاب وتحقيق توازن بين الجانبين الديني والثقافي والعلماني.
وفيما يتعلق بالجامعات والشهادات الدولية، يجب التأكيد على ضرورة تحقيق الانسجام مع القيم الإسلامية وعدم تنازل الأحكام الشرعية لصالح المؤهلات الجامعية الغربية. فعلى سبيل المثال، يمكن تطوير برامج أكاديمية تتناول مواضيع ذات علاقة مباشرة بحياة المسلمين اليومية مثل الاقتصاد الإسلامي أو القانون المدني وفق أحكام الشريعة الإسلامية. وهذا لن يساعد طلاب الجامعات المسلمين فحسب بل سيفتح أبواب فرص دراسية جديدة أمام غير المسلمين ممن يرغبون بفهم أكبر لهذا الدين وما يميزه عن غيره من العقائد الأخرى حول العالم.
ختاماً، تبقى مسؤوليتنا مشتركة كمجتمع مسلم نحو تحديث أنظمتنا التعلمية بما يحافظ على هويتنا الثقافية ويتوافق مع توجهات عالمنا المتحضر حالياً. ومن خلال هذه الجهود المشتركة يمكن لنا رسم مستقبل أفضل لأجيالنا المقبلة قائمة على أساس علم وثقافة وعقيدة راسخة تؤمن بأن "التعلم نور".