للقهوة تأثير كبير على الصحة العامة للإنسان، رغم أنها تعتبر مشروبًا مفضلاً لدى الكثيرين حول العالم بسبب طعمها المنعش وفعاليتها كمنبه. ومع ذلك، فإن الاستهلاك المفرط لها يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الآثار الجانبية الضارة.
تحتوي القهوة بشكل أساسي على الكافيين، وهو مادة نفسانية تعمل كمُنشِّط للجهاز العصبي المركزي. عند تناوله باعتدال، عادةً ما يعزز اليقظة ويحسن التركيز وقد يساعد أيضًا في تحسين الأداء الرياضي. ولكن عندما يتم تجاوز حدود الاستهلاك المعتدل، قد تنشأ العديد من المشكلات الصحية:
- التوتر والإجهاد: تناول جرعات عالية من الكافيين يمكن أن يسبب الشعور بالقلق والتوتر. هذا يحدث لأن الكافيين يحفز إنتاج هرمون الإبينفرين (الأدرينالين)، مما يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم، ويؤدي إلى شعور الجسم بالتعب والإرهاق بعد فترة قصيرة.
- الآثار الجسدية: الشوارد الحامضية الموجودة في القهوة قد تتسبب في تهيج الجهاز الهضمي وتزيد من خطر الإصابة بالقرحة المعدية والحموضة المعوية. بالإضافة إلى ذلك، ارتبط ارتفاع استهلاك القهوة بتدهور كثافة المعادن في عظام النساء اللواتي وصلن سن انقطاع الطمث.
- مشاكل النوم: يعمل الكافيين كمركب منعكس للمستقبلات المسئولة عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية للجسم. وبالتالي، حتى الكميات الصغيرة نسبياً منه قبل وقت النوم مباشرة قد تجعل من الصعب عليك الخلود للنوم والبقاء فيه لفترة طويلة.
- الإدمان: تشير بعض الدراسات الحديثة إلى وجود رابط بين إدمان القهوة والسلوكيات الأخرى المرتبطة بإدمان المواد المحفزة مثل النيكوتين والكحول والماريجوانا. لذلك، ينبغي التعامل بحذر شديد مع هذا الأمر خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم تاريخ سابق بالإدمان.
- العلاقة بالحمل والصحة الأنثوية: هناك اختلافات واضحة فيما يتعلق باستجابة الأمهات الحوامل لمنتجات الكافيين مقارنة بالأفراد غير الحوامل. فالجرعة اليومية القصوى للبالغات تكون حوالي 400 ملجم يوميًا بينما يجب تقليلها أثناء الحمل والأرضاع لأدنى مستوى ممكن لتحقيق السلامة العامة لكلا الطرفين.
- الاستقلاب الفردي للكافيين: القدرة الوراثية لكل فرد على استقلاب واستيعاب الكافيين بشكل صحيح تلعب دورًا مهمًا للغاية هنا أيضا؛ فبعض الأشخاص أكثر حساسية تجاه تأثيرات الكافيين وأخرى أقل بكثير اعتماداً على سلالتهم الوراثية الخاصة بهم.
خلاصة القول هي أنه ليس كل أنواع المشروبات القائمة أساساً على حبوب البن تحتوي نفس المستويات ذاتها من الكافيين، لذاexecutionresultstart
في النهاية، يبدو واضحا تماما مدى أهمية توازن النظام الغذائي المتوازن الذي يشمل جميع عناصر الغذاء الأساسية بدلا فقط من الاعتماد بصورة رئيسية على مصدر واحد للغذاء كالقهوة مثلا . أخيرا وليس آخرا ، إن الاعتدال مفتاح الفرق بين السمو الصحّي والفوائد العلاجية المحتملة لنبات البن مقابل المخاطر الخطيرة المصاحب للاستخدام الزائد له مما يستوجب توخي الحيطة والحذر عند تعاطيه خصوصا فيما يتصل بمراحل العمر المختلفة واحتياجات جسم الانسان الخاصة بكل مرحلة منها.