- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُحدث ثورة الذكاء الاصطناعي (AI) تحولاً عميقاً في مختلف المجالات التقنية والحياتية؛ حيث تتعدى آفاقها توقعات البشر. وفي مجال الأدب تحديدًا، يقف الذكاء الاصطناعي عند مفترق طرق بين التطور التكنولوجي والتراث الثقافي للإنسانية. هذا التحالف الجديد قد يُسهم بتسهيل عملية الكتابة وزيادة إنتاجيتها، إلا أنه يعرض أيضًا التقاليد والأصول الفكرية للفنون الأدبية لخطر الاختزال والإضمحلال إذا لم يتم التعامل معه بحذر وفهم دقيق لطبيعة العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والأدب. يتناول هذا المقال نقاط القوة والضعف المتعلقة باعتماد أدوات ذكاء اصطناعي للمساعدة في تأليف القصائد والنثر والشعر العمودي وغيرها من أشكال الكتابات العربية الأصيلة. سنستعرض كيفية استخدام هذه الآلات كمصدر إلهام أو مساعد كتابة أم أنها ستكون مجرد تقليد بارد لا يشبع روح الشاعر ولا ينال رضا جمهور القراء الحقيقيين الذين يسعون لفهم معانٍ أعمق وأبعاد فنية متفردة عبر الكلمات. كما سنتفحص أيضا مدى قدرتها على فهم السياقات التاريخية والمعرفية التي صنعت عطاء الأديب العربي منذ الجاهلية حتى يومنا الحالي. أخيرا وليس آخرا سنناقش دور الفنان البشري مقابل دوره المحوري كمدبر وموجه لأعمال الذكاء الاصطناعي لتحقيق أفضل نتائج ممكنة وتحافظ كذلك على جودة المحتوى الإنساني الغني والمعمق الذي نعتز به جميعا.
خصائص قابلية التطبيق والاستيعاب لدى نماذج الذكاء الصناعي لتطبيقاتها الأدبية المختلفة
تشمل هذه الخاصية القدرة على تعلم أنماط اللغة واستخدامها لإنتاج نصوص جديدة تشابه تلك الموجودة بالفعل. فعلى سبيل المثال، يمكن لنظام AI تدريب نفسه باستخدام مجموعات كبيرة من الأعمال الأدبية القديمة مثل ديوان المتنبي أو شعر أحمد شوقي ليولد نصوص مشابهة لهما بأسلوب مميز وشخصية فريدة تعكس براعته اللغوية والفنية. لكن يبقى السؤال المطروح حول إن كانت هذه العملية تؤدي إلى خلق أعمال حقيقية ذات قيمة أدبية عالية مقارنة بنظيرتها المصنوعة يدويا والتي تحمل بصمة مؤلفها الفريدة وتعاطفه الإنساني؟ هل سيصبح لدينا "شعراء" بدون مشاعر وعدم وجود تجارب شخصية خلف كل بيت شعري أو رواية مكتوبة بواسطة الكمبيوتر؟ وهل يفقد الجمهور بذلك جزءاً أساسياً مما جعله يستمتع بالأدب منذ القدم وهو الجانب الانفعالي المرتبط بالحياة الواقعية للحاضر والمكتوب عنه تاريخياً وماضي غير منظور عينه مباشرة؟