- صاحب المنشور: عاطف القيرواني
ملخص النقاش:
مع التحولات الرائدة التي تشهدها التكنولوجيا الحديثة، يبرز ذكاء الآلات المتقدم كواجهة جديدة للأبحاث والمناقشات. يشكل هذا الذكاء الاصطناعي المعزز أكثر فأكثر تهديدًا محتملًا وتفاديًا للعديد من الأخطار الأخلاقية والمعنوية الجديدة والعالقة، مما يتطلب دراسة وقائية جدية ومستقبلية. يستعرض هذا المقال بعض الفروقات الأساسية بين الإنسان والآلة فيما يخص القدرات المعرفية والأخلاقية ويلقي الضوء على أهم الإشكالات الأخلاقية المرتبطة بالذكاء الصناعي الناجم عن تزايد قدراته وظروف استخدامه المختلفة.
1. ماهية المشكلة
يبني الذكاء الاصطناعي حاليًا قدرًا هائلاً من قوة الحوسبة والبرامج القادرة على محاكاة تفكير البشر والاستدلال والتعلم من البيانات الكبيرة؛ وقد أدى ذلك إلى مخاوف بشأن فقدان الرقابة والتوجيه الأخلاقي لهذه الخوارزميات بسبب غموض واضح حول ماهيتها وبالتالي عدم وجود مسؤول قانوني واضح عنها. تخلق هذه العوامل بيئة مثالية لاستخدام غير أخلاقي للتقنيات المساعدة في مجال الذكاء الصناعي بغض النظر عن عواقبها الوخيمة وضمائر منتجيها وأصحاب القرار الذين يحركهم الربح غالبًا عوض الاهتمام بالقيم الإنسانية العامة أو حقوق المستخدمين.
2. عناصر المخاطر
يمكن تصنيف تحديات الذكاء الاصطناعي ضمن فئات مختلفة تتمثل أساسًا فيما يلي:
* العزل الاجتماعي: يمكن استخدام الروبوتات الدردشة وصناعة المحتوى والإعلانات المستندة لذلك لتغذية آثار الانعزالية والسلبية النفسية لدى مستخدميها عبر الرسائل المغلفة بأنواع مغالطات منطقية مصممة لإحداث اختلاف سلبي في معتقدات الأفراد وشعورهم تجاه ذاتهم وغيرهم، بل ربما تمتد لدرجة التأثير على قرارتهم السياسية والدينية والثقافية عمومًا.
* تأثيرات اجتماعية واقتصادية: يعد أحد أكبر اهتزازات تأثير الذكاء الاصطناعي شيوع البطالة الجماعية نتيجة الاستغناء التدريجي عن العم