- صاحب المنشور: صالح القروي
ملخص النقاش:
تعد الموسيقى ظاهرة فنية قديمة ارتبطت بالإنسان منذ القدم، وتمثل جزءًا مهمًا من الثقافة الإنسانية. ولكن عندما يتعلق الأمر بالإسلام، فإن موقف المسلمين تجاه الموسيقى هو موضوع نقاش مستمر ومفصل بين العلماء والباحثين. يعود هذا الجدل التاريخي إلى التعارض الواضح بين بعض الآراء الإسلامية القائلة بتحريمها وبين تلك التي تعتبرها مباحة أو حتى مستحبة تحت شروط معينة.
في القرآن الكريم والسنة النبوية، هناك نصوص متباينة يمكن تفسيرها بطرق مختلفة فيما يخص إدراج الموسيقى ضمن المحرمات الدينية. على سبيل المثال، يشير البعض لنص القرآني "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ" (البقرة:26) كدليل على تحريم الغناء والمزامير - وهي مصطلحات كانت تُستخدم سابقاً لوصف موسيقى غير إلهية. بينما يؤكد آخرون بأن هذه الأيات تشير أكثر لحالات استغلال الدين لأغراض مادية وأهداف ذاتية، وليس للموسيقى نفسها.
من جهة أخرى، نجد أحاديث نبوية مثل حديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي رواه البخاري ومسلم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى كره لكم ثلاثا : قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال». وفي حين لم يتم ذكر الموسيقى مباشرة بهذا الحديث، فقد تم توسيع تأويله لتشمله حسب رأي بعض الفقهاء الذين اعتبروها نوعاً من انواع تضييع الأموال والإسراف. ومع ذلك، يعتبر العديد من علماء الفقه هذه الأحكام عامة وليست خاصة بموضوع الموسيقى تحديدا.
بالإضافة لذلك، هناك آراء تدعم قبول واستمتاع المؤمن بالموسيقى بشرط عدم مخالفتها للأعراف الأخلاقية والدينية. وفقا لهذه النظرية، فإن الاستماع لموسيقى هادفة وقائمةٌعلى الضوابط الشرعية كالكلمات المتناسبة مع التعاليم الإرشادية للإسلام وتجنب محتوى مسيء دينيّا واجتماعيّا يعد أمراً مقبولاً دينيا. وقد برزت مدارس فكرية وفكرية عديدة داخل المجتمع المسلم حول العالم تسعى للجمع بين الفن والثقافة بغرض تعزيز روح الوحدة والتسامح والحفاظ علي الهوية الثقافية للشعوب المختلفة ضمن اطار شرعي شامل ومتوازن .
وفي النهاية ، تبقى قضية حكم الاسلام بشأن الموسيقى مثار جدال وصراع بين أصحاب الرأي المتحفظين والمعبرين عنها بحرية أكبر مما سبق بكثير وسط تقدم الحداثة وانتشار ثقافاتها عبر وسائل التواصل الحديثة وغيرها مما جعل الشباب خصوصاً أكثر ارتباطا بعالم جديد ينظر له البعض بأنه محاولة لإبعادهمعن تراثهم وعاداتهم التقليديه . لذا يبقى الحوار المستمر ضرورة ملحة لفهم أفضل لمنظورات الطرفين وإيجاد أرض مشتركة تسمح باستمرار رحلة البحث الأكاديمي والفكري الملتزم بحماية معتقداته الدينية لدى اتباع طريقته الخاص والتي قد تتضمن أشكال متنوعة للتعبيرالفني والأداء الصوتي المرتبط أساسا بتاريخ المنطقة العربية والإفريقية واسهاماتها الكبيرة بالحضارة البشرية جمعاء عبر تاريخ طويل غص بأعمال ومبادرات رائدة شكلت منظومة شاملة للعلاقات الدولية المعاصره ايضاحا لما تمتلكانه الشعوب المختلفه من امكانات وإبداعات رائعة تستحق الوقوف أمامها للاستفادة منها ومن أعمال مشابهتها الأخرى المنتشرة حالياً خارج حدود دولة الأصل جغرافيا لكن بقيت راسخة جذورها داخليا بسبب قدرتهم الفائقة للحفاظ عليها حيويتها ودفع عجلة حركة المجتمع نحو مزيد