- صاحب المنشور: مآثر الريفي
ملخص النقاش:
تستكشف هذه الدراسة التأثيرات المستمرة للممارسات الاحتفالية والدينية التقليدية التي تعود إلى العصر القديم وكيف تؤثر على الثقافة والمجتمع الحديث. باعتبارها مثالًا، سنُحلل مهرجان ساتورناليا الذي كان واحداً من أهم وأشهر الأحداث السنوية لدى الإمبراطورية الرومانية، والذي عادة ما يتم الاحتفال به في ديسمبر. رغم مرور قرون منذ زوال روما القديمة، فإن بعض جوانب هذا المهرجان قد تطورت لتظهر مجدداً أو تدمج بطرق معرفية مختلفة في ثقافتنا المعاصرة.
يعتبر مهرجان ساتورناليا أحد أكثر الحفلات البارزة للشعب الروماني بسبب تركيزه الأساسي على حرية مؤقتة تعتمد على معاملة الجميع بالمساواة - بغض النظر عن الطبقات الاجتماعية والأعراف العامة. خلال أيام هذا المهرجان الثلاث، كانت هناك العديد من التقاليد المتعلقة بالأكل والشرب والفرحة الجسدية، بالإضافة إلى مبادئ المساواة بين الرجال والنساء، مما يمكن اعتباره كسلف مبكر لمفهوم "السيلفستر" الحالي للعام الجديد عند كثيرٍ من البلدان الغربية حيث يتجاوز الناس الحدود الفردية ويعيشون اللحظة بدون قيود اجتماعية متعارف عليها.
على سبيل المثال، كان من الواجب مشاركة الطعام بين مختلف طبقات الجمهور وفقاً للتقاليد الرومانية. وكان بمقدور أي شخص دعوة الآخرين للغذاء حتى لو كانوا فقيراً جداً. يُشابه ذلك تقليدا شائعا حاليا حيث يقوم المطاعم بتقديم طعام مجاني لجميع العملاء خلال ساعات محددة لإغراء المزيد من الزبائن وتنشيط تجارتها. كما ظهر خمر ساتيرنalias الذي كان مشروب مقدس مصنوع خصيصاً لهذه المناسبة ذات شعبية كبيرة بين المواطنين وتم استخدامه كمخدر عصري تحت اسم آخر غير معروف إلا لفئة صغيرة فقط ممن يستمتعون بإطلاق الحرية لهم وهم يشعرون بذلك الشعور الجنوني ويغلقون أعينهم باتجاه الماضي ويتجهون نحو حاضره بلا تحديد ولا حدود . انتهت تلك العطلة برسالة مهمة وهي ضرورة احترام القانون والنظام عقب انتهاء فترة الاسترخاء الشديد ، وهو رسالة يحمل