- صاحب المنشور: رباب بن سليمان
ملخص النقاش:
استلهمت الثورة الرقمية الأخيرة تطورات متتالية ومتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي AI. قدّم هذا التحول الجديد تقنيات مذهلة تتخطى الحدود التقليدية للإنسانية مثل التعلم الآلي العميق والشبكات المتداخلة والفهم الطبيعي للغة والمقدرة على الإبداع الفني وغيرها الكثير. لكن هذه التطورات أثارت أيضاً مخاوف حول المستقبل وأثرها المحتمل على المجتمع البشري.
تشكل القضايا الأخلاقية أحد أكثر الجوانب حساسية فيما يتعلق بمستقبل الذكاء الاصطناعي. حيث تثار تساؤلات بشأن حياد الأنظمة وموضوعيتها أثناء معالجتها للمعلومات الحساسة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعصب العنصري أو الاختلاف الجنسي. بالإضافة إلى ذلك، هناك قلق كبير من احتمالية فقدان الوظائف بسبب الاعتماد الكبير على الروبوتات التي يمكن برمجتها لأداء العديد من المهام البشرية بكفاءة أكبر وبأقل تكلفة.
من الناحية الاقتصادية، خلق الذكاء الاصطناعي فرصاً جديدة للاستثمار وخلق ثروة غير مسبوقة ولكنه أدى أيضاً لزيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء وذلك نتيجة لعدم قدرة جميع الأفراد الحصول على المهارات اللازمة للتكيف مع سوق العمل الحديثة والتي غالبيتها متعلقة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من تحدياته العديدة، يرى البعض أنه بإمكاننا استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي كوسيلة لتحقيق تقدم هائل إذا تم استخدامه بطريقة أخلاقية مسؤولة. فمثلا، يمكن توظيف هذه التقنية لتوفير رعاية صحية أفضل وتحسين التعليم وتسهيل حياة ذوي الاحتياجات الخاصة. ولكن لإنجاز هذا الهدف، يجب وضع قوانين ولوائح تضمن حماية البيانات الشخصية واحترام حقوق الإنسان وعدالة النظام الذي ينتج عنه القرار النهائي سواءاً كان بشرياً أم آليا.
ختاما، تعددت وجهات النظر حول تأثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على مجتمع القرن الحادي والعشرين إلا أنها اتفقت جميعها حول أهمية ضرورة مواصلة البحث والتطوير لهذه التقنية جنباً إلى جنب مع بحث شامل حول مختلف جوانب تأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بهدف ضمان تحقيق مستقبل مشترك مبنيٌّ على الإنصاف والعدالة والاستدامة.