- صاحب المنشور: أنمار الشرقي
ملخص النقاش:
تواجه المدارس الدينية الإسلامية في العالم اليوم تحديات تحتاج إلى توازٍ دقيق بين الحفاظ على الهوية الروحية والتقاليد الفقهية الغنية التي ورثتها الأجيال عبر الزمن، ومواءمتها مع متطلبات الحياة الحديثة والاحتياجات المتغيرة للمجتمع. هذا التحدي يفرض نفسه بشدة خاصة في ظل انتشار الثقافات والعولمة التي يمكن أن تؤثر على فهم وتطبيق القيم الإسلامية الأساسية.
في قلب هذه المناظرة يكمن دور المؤسسات التعليمية الإسلامية التقليدية؛ وهي أماكن قديمة قدم الإسلام نفسها وقد لعبت دوراً محورياً في نقل المعرفة الشرعية وتدريب رواد المجتمع المسلم الجدد جيلاً بعد جيل. ولكن كيف يمكن لهذه المنظمات المحترمة البقاء ذات صلة بينما يتغير المجتمع ويتطور؟
التزامهما بالتقليد
أولاً وقبل كل شيء، فإن أهم قيمة لدى المدارس الدينية هي التزامها المطلق بتعليم الدين وفقا لتعاليمه الصارمة والفهم المستمر للإسلام كما هو موثق في القرآن والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم.
هذه الركيزة غير المرنة للتفكير تمثل حجراً أساسياً مقاوماً لتغيرات ثقافية أو اجتماعية محتملة خلاف ذلك وقد تبتعد عن جوهر العقيدة.
ضرورة المواكبة
لكن تبقى هناك ضرورة ملحة لمواجهة الواقع الحالي والمستقبل المحتمل بذكاء وحكمة – فالاعتماد الوحيد على نهجقديم ثابت لن يؤدي إلا لعجز نسبي أمام عوالم جديدة وغير مسبوقة تمامًا.
فعلى سبيل المثال، أصبح الإنترنت مصدر معلومات شاسع لكن أيضًا موقع لصرف انتباه الشباب نحو آفات خطيرة مثل الإباحية والمعاصي الأخرى بفترة زمنيه أقصر مما كانت عليه سابقًا بكثير!
الإصلاح الداخلي
لذلك اقتراح منطقي هنا يقتضي إعادة النظر وإدخال تغييرات هادئة ومستنيرة داخل تلك البيوت العلمية القديمة لإعداد طلاب أكثر قدرة على حل المشكلات العالمية المثارة حاليًا وفهم احتياجات مجتمع حديث متنوع ومتعدد التوجهات والثقافات.
فهذه تعد فرصة مثالية لاستغلال طاقتهم وتحويل تركيز اهتماماتها نحوالإنتاج العلمي والإرشادي الذي يلبي حاجات الناس اليوم وعلى مختلف الأصعدة كالاقتصاد والدفاع الحقوقي والقانون والجوانب الاجتماعية المختلفة بل وحتى المجالات الطبية.
التعايش مع المستجدّات والحفاظعلىالأصولالثابتة
إن مفتاح تحقيق توازن ناجح يتمثل باستيعاب كلا الجانبين وهما:
1-العزم الثابت للحفاظ علي الهويةالدينيةوالقيمالسامية .
2- المرونة اللازمة للتكيفمعطوراتالحياةومايتطلبهالشبابالمسلممنعلم