- صاحب المنشور: شذى الشاوي
ملخص النقاش:
تشهد العوالم الرقمية اليوم نمواً هائلاً ومذهلاً، حيث أصبحت التقنيات جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ولكن هذا الانتشار الواسع للإنترنت والتطبيقات الذكية والذكاء الاصطناعي وغيرها من الابتكارات التكنولوجية قد فتح أيضاً أبوابا أمام العديد من المخاطر والمشاكل المتعلقة بالسلوك الرقمي غير المسؤول والمعرف باسم "التطرف الرقمي". يُعتبر هذا المصطلح حديث نسبياً مقارنة بشقيقه القديم - التطرف الجسدي – ولكنه أصبح يثير قلقًا متزايدًا مع تصاعد حالات الفكر المتطرف والشائعات الضارة والمحتوى العنيف على شبكات الإنترنت العالمية المختلفة. يناقش هذا المقال الأبعاد الرئيسية للتطرف الرقمي وكيف يمكننا التنقل فيه بأمان عبر هذه البيئات الجديدة.
تتجلى مظاهر التطرف الرقمي بكافة أشكالها وتنوعاتها؛ فمن نشر الكراهية والحقد بين الأشخاص إلى التحريض على الأعمال الإرهابية والجرائم الأخرى الخطرة التي تهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي العالمي. إن وجود مثل تلك المحتويات الغير قانونية والخاطئة يعمل كبيئة مثالية لتكوين جماعات متشددة ذات أفكار ضالة والتي تستغل عادة نقاط ضعف الأفراد وصغر سنهم واستغفالهم لاستقطاب المزيد منهم وغسل أدمغتهم بتعاليم مغلوطة ومتطرفة تهدف لنشر الفتنة والفوضى المجتمعية.
ومن جانب آخر، يلعب الإعلام دوراً محورياً مؤثراً في انتشار الفكر المتطرف عبر وسائل التواصل والإعلام الإلكتروني المختلف حيث تقوم بعض المنابر بنقل أخبار مسيئة أو تحريضية باستخدام لغة نارية وعبر صور مصاحبة صادمة مما يؤثر على نفوس القراء ويعزز الشعور السلبي لديهم تجاه الطوائف الدينية والأعراق والثقافات الأخرى وبالتالي يشجع ذلك على حدوث نقمة وخلافات داخل نسيج مجتمع واحد. وقد أدى عدم التعامل الحازم مع هؤلاء الناشرين للمحتوى المسموم إلى تهربهم نحو استخدام تقنيات أكثر حداثة وجرأة لإخفاء هوياتهم الحقيقية ومن ثم استمرار نشاطاتهم المشبوهة. وفي ظل غياب رقابة فعّالة قادرة على مواكبتهم واحباط خططهم المدمرة فإن الأمر سيؤول حتماً لفوضى أكبر وعلى جميع مستويات الحياة الاجتماعية والدينية والاقتصادية…الخ. لذلك بات من واجب الحكومات المعنية اتخاذ قرار جاد بشأن التصدي لهذا الهاجس الجديد ضمن إطار قوانين مدروسة تمثل حل وسط مناسب يسم