- صاحب المنشور: نوفل التونسي
ملخص النقاش:
في مجتمع اليوم المتطور بسرعة، أصبح نقاش دور ومكانة المرأة موضوعاً حساساً وملتهباً. وفي حين يرى البعض أنها مسألة تتعلق بالمساواة والمستقبل الاجتماعي، ينظر إليها آخرون كنقاش ديني وأخلاقي. ومن الضروري هنا دراسة كيفية تفسير وتطبيق هذه القضية من منظور إسلامي.
الإسلام قدّم نظرة واضحة ودقيقة لحقوق المرأة منذ الأيام الأولى للرسالة الإسلامية. القرآن الكريم يؤكد على تكافؤ البشر أمام الله بغض النظر عن جنسهما: "يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (الحجرات: ١٣). هذا الآية الكريمة تؤكد على التكريم الإنساني الذي يعادل بين الرجل والمرأة في نظر الله تعالى.
التاريخ الإسلامي مليء بالأمثلة التي تدعم مكانة المرأة العالية. فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أكثر النساء احتراماً وتميزاً. كان لها دور بارز في نشر الدين الإسلامي وتعليم المجتمع الصحابي الأول. كما برزت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها كمصدر دعم وعونه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال فترة الدعوة الصعبة.
مع ذلك، فإن فهم بعض المواثيق والأحاديث الدينية قد أدى إلى سوء الفهم والتطبيق غير الدقيق فيما يتعلق بحقوق المرأة. مثلاً، هناك اعتقاد واسع بأن آيات مثل "الرجال قوامون على النساء" (النساء:٣٤) تعني تفوّق الرجال أو سيادتهم على النساء. ولكن، إذا تمت قراءة السياق الواسع لهذه الآية والجوانب الأخرى للقرآن الكريم، فإنه يمكن رؤية أنها تشير إلى مسؤوليات كل طرف ضمن الأسرة، وليس هرمية متميزة.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أن الأحكام الشرعية التي يبدو أنها تفرّق بين الجنسين -كالحدود المختلفة للعقاب في بعض الجرائم بسبب الفرق الهيكلي والوظيفي بينهما- ليست وليدة الخلق البشري أو التحامل الجنسي، بل هي نتاج للفروقات البيولوجية والفسيولوجية المعروفة علمياً والتي تحددت بناء عليها العديد من القواعد القانونية والدوائر الاجتماعية عبر التاريخ. إنها تمثل وجهًا واحدًا ضمن جوانب عديدة تربط حياة الإنسان بالمجتمع والنظام العام له ولغيره أيضًا.
إن الغرض الأساسي للإسلام ليس التقليل من شأن أحد النوعين بل تحقيق العدالة والتنظيم الأمثل للحياة وفق منظومة أخلاقية شاملة قائمة على الثواب والعقاب الأخرويين بالإضافة لما يفسر ويوجّه تصرفاته الحالية نحو فعل الخير ونشر روح التعاطف والإحسان داخل نطاق المنزل وخارجه كذلك مما يدل بصورة مباشرة وغير مباشرةعلى قدر عالٍ من الاعتراف والاحترام للمرأة المسلمة تحديدآ ولكائن الحياة الأنثوية بشكل عام بإعتبار ان الاسلام دين شامل لكل زمان ومكان . وبالتالي ، فإن فهم صحيح لمبادئ الدين الإسلامي بشأن حقوق المرأة يستحق الدراسة والتحليل المنصف بعيدا عمّا هو مخالف ومناقض لأصوله المبنية علي رفعة الانسان مهما اختلف نوعه جنسيا ودورانه وظيفيا اجتماعيا .