• صاحب المنشور: فضيلة الزاكي
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية واستخدام الشبكات العنكبوتية، أصبح توازن خصوصيتنا الشخصية والعلاقة مع الشفافية موضوعًا حاسمًا ومحتدمًا. يسلط هذا المقال الضوء على المشهد المعقد الذي تتداخل فيه المصالح الفردية للخصوصية مع الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بتبادل المعلومات والبيانات عبر الإنترنت. يعد القرن الحادي والعشرون عصر بيانات ضخمة، حيث يتدفق بلا انقطاع تدفق المعلومات من خلال الأجهزة الذكية وأنظمة التواصل الاجتماعي ومنصات التجارة الإلكترونية وغيرها الكثير. لكن فوائد هذه الثورة الرقمية تأتي غالبًا مصحوبة بالقلق بشأن سلامة البيانات الشخصية والتتبع المستمر للمستخدمين وانتهاكات الأمن التي تهدد حقوق المواطنين والديمقراطيات الحديثة.

تشكل قدرة شركات القطاع الخاص والشركاء الحكوميين على جمع وتخزين وتحليل كم هائل من التعبيرات اليومية للأفراد وقوائم مشترياتهم وسجل تقاريرهم الطبية وإنشاء ملف تعريف مفصل لكل فرد باستخدام خوارزميات متقدمة مصدر قلق كبير لجميع أفراد المجتمع المدني. إلى جانب ذلك، يشكو العديد ممن ينضمون لعوالم افتراضية مختلفة مثل عالم البلوكتشين أو شبكة "الويب3" الجديدة من عدم وجود سيطرة كافية أو فهم كامل لكيفية استخدام بياناتهم وكيف يمكن الوصول إليها ومشاركتها خارج حدود المنصة الخاصة بهم. وبالتالي، فإن الخوف المنتشر حول فقدان التحكم في هوية الشخص الحقيقية له يؤثر مباشرة على حرية الاختيار وإمكانية التصرف بطريقة مستقلة بعيدا عما ترسمه عنه صورته الإعلامية المبنية بناءا علي ذكرياته الوهميه تعكس تجارب حياته الواقعيّة .

ومن جهة أخرى، توفر وسائل الوسائط الاجتماعية والمواقع التجارية إمكانات فريدة تساعد الأفراد على الاتصال ببقية العالم والحصول بسرعة على موارد متنوعة لاغتنام الفرص التعليمية والثقافية والإنسانية المحتملة لتحسين نوعية الحياة عموما. كما يساهم اشتراك الجمهور الواسع في تحليلات السوق وجلسات الاستطلاع عبر الانترنت بنقل نظرة ثاقبة وروئية جماعية تساهم بإثراء القرارات الاقتصادية والاستراتيجيات التسويقية والتي بدون شك ستؤدي بالنهايه لمزيدمن المكاسب والفائدة للجهات ذات العلامات التجاريه الشهيره ولكن هل يكفي مقابل كل تلك المكتسبات الماليةالدفع بثمن باهظ يقضي باستسلام المساحات الاخري لتلك الجماعات المتحكمة بجوانب حساسة لدينا !!؟

وفي ظلّ هذه المناظر الطبيعيّة المُزدحم ، يُبرز بيانُ الحقوق الجديد أهميّة دور الإجماع الدولي لإيجاد حلول مقترحة للحفاظ على أساسيات حقوق الإنسان الأساسية لحماية خصوصيتها الرقميَّة وضمان استمرار عدالة مجتمعِنا الحديث وعدله بغض النظرعن مدى توسع تأثير البرمجيات والمعايير التقنية القادمه الغامضة مستقبلا .. لذلك دعونا نبحث سوياً عن طرق مبتكرة لتوجيه الطريق نحو اتخاذ قرارات أكثر مسؤولیه تجاه إدارة معلوماتنا الرقابِيْن محليا