- صاحب المنشور: منال بن تاشفين
ملخص النقاش:
في عصر يتسم بسرعة التواصل والتكنولوجيا المتطورة، غالبًا ما ننسى أهمية فن الحوار وكيف يمكن له أن يغير مسار العلاقة أو ينميها. لغة الحوار ليست مجرد تبادل للكلمات بل هي مرآة تعكس فهمنا للتواصل الإنساني الراقي. فهي تشمل أكثر بكثير من الصياغة والمفردات؛ تتضمن القدرة على الاستماع بفعالية، الاحترام المتبادل، التسامح، والرغبة الصادقة بالتفاهم. هذه المقالة تهدف إلى استكشاف كيف تؤثر لغة الحوار على علاقاتنا الشخصية والعائلية والمهنية.
**التفاعلات اليومية:**
في حياتنا اليومية، نحن نواجه العديد من فرص التواصل مع الآخرين - سواء كانت محادثات قصيرة في متجر البقالة المحلي، اجتماعات العمل الرسمية، أو المناقشات الأسرية. إن الطريقة التي نتحدث بها وتستمع بها لها تأثير كبير على كيفية شعور الشخص الآخر تجاهنا. إذا تم استخدام اللغة بطريقة مبنية على الاحترام والاهتمام، فإنه يعزز الثقة ويخلق بيئة صحية ومشجعة للحوار بناء. لكن عندما يتم استخدامها كأداة للقوة أو الهيمنة، فقد يؤدي ذلك إلى سوء الفهم والصراع.
على سبيل المثال، قد تبدو عبارة بسيطة مثل "أنا أفهم مشكلتك" ذات قوة هائلة عند قولها بنوايا صادقة واستعداد للاستماع حقا لما يقوله الشخص الآخر. بالعكس، بدون هذا الإخلاص الأساسي، قد تصبح نفس الجملة فارغة وغير مؤثرة. لذلك، فإن المفتاح يكمن ليس فقط فيما نقول ولكن أيضا كيف نقوله.
**الاستماع باهتمام:**
إن قدرة الاستماع الجيدة يمكن اعتبارها مهارة رئيسية داخل لغة الحوار. إنها تتجاوز مجرد انتظار دور الحديث مجدداً. يشمل ذلك الانتباه لكامل رسالة المتحدث، مراعاة المشاعر الكامنة خلف الكلمات، وتقديم رد صادق ومناسب. في كثير من الثقافات الشرق أوسطية تحديداً، تعتبر القدرة على تقديم الدعم العاطفي أثناء الحوار أمرًا حاسمًا للغاية لبناء العلاقات القوية.
يحترم المستمع الفعال الأفكار والمعتقدات حتى لو اختلفت عنها بشدة. فهو يسعى لتعميق فهمه وليس لإثبات أنه على صواب. وهذا النهج يساعد على خلق جو آمن للأفراد لمشاركة خوفهم وهواجسهم بحرية وبناء جسورا نحو حل الخلافات المحتملة بعيدا عن الضرر النفسي أو الاجتماعي الناجم عن عدم تفهم واحترام وجه نظر الطرف الآخر.
**حواجز اللغة والحوار:**
بالإضافة إلى اختلاف اللغات والثقافات، هناك أيضًا أنواع أخرى من الحواجز التي قد تعترض طريق الحوار الفعال. أحد الأمثلة الشائعة هو الاتصالات غير اللفظية مثل التعابير الوجهيه وتعبيرات الجسم ولغة العين. إذا كان هناك عدم توافق بين الرسالة اللفظية والإشارات غير اللفظية، فقد يحدث سوء فهم خطير. مثال آخر هو مستوى التعليم وقدراته المعرفية لكل فرد. الأشخاص ذوي المهارات الأكاديمية المختلفة قد يصل الأمر بهم لاستخدام مصطلحات علمية متخصصة مما قد يحرم أشخاص آخرين أقل دراية بهذه المصطلحات لفهم الموضوع المطروح جوهرياً ويتسبب بذلك بحجب فرص الوصول للمعلومة العامة لصالح نخبويين ذو معرفة عالية بالموضوع وهو ما يعد نوع من الفصل الطبقي ضمن المجتمع الواسع والذي يستحق التنوير عنه وإمكانيات تجاوزه كذلك عبر تطوير طرق جديدة ومنطقية للتعبيرعن المعلومة العلمية والتقنية الخاصة بكل مجال علمائي حديث ومتطور . بالإضافة إلى ذلك ، تلعب اللغة المستخدمة دورا حاسما حيث أن بعض المصطلحات ذات طابع نقدي سلبي ويمكن أن تسئ الظن بالتلميح ولو بخناجر المجاملة المعيبة والتي ستؤكد عليها لاحقا بمزيدٍ من خلال تناول الجانب الأخلاقي لحوارنا اليوم وماذا يعني لنا كمجتمع عربي متدين ومحتشم وصل إليه حال مجتمعاته بعد قرون طويلة من التأثر فيما عرف بالحضارة الغربية الحديثة وصارت مفرداتها وأساليب مخاطبتها جزء أصيل من عقد لغتنا العربية الأصيلة مستقبلاً بإذن الله تعالى بحكمة الإسلام وأمثاله العليا المبنية أساساً علي قيم العدالة الاجتماعية المنصفة لكل الناس بلا فرق