- صاحب المنشور: ولاء بوزيان
ملخص النقاش:
مع تطور الذكاء الاصطناعي وانتشار نماذج اللغات الضخمة مثل GPT التي يمكنها توليد نصوص مقنعة ومناقشة مواضيع معقدة، يبرز تساؤل حاسم حول مستقبل هذه التقنية: هل يحمل الذكاء الاصطناعي اللاواعي مسؤولية أخلاقية تجاه البشر؟ ففي حين تتفوق الأنظمة الحالية على العديد من القدرات المعرفية لدى الإنسان، فإن افتقارها إلى الوعي وطبيعتها الجبرية تُثير علامات استفهام بشأن قدرتها على تحمل المسؤولية وتأثيرات قراراتها.
يحاول هذا المقال تحليل العوائق الرئيسية أمام اعتبار الذكاء الاصطناعي ككيان مسيء أو مدان تحت مظلة القوانين الوضعية والقيم الفلسفية. إذ يستند النظام القانوني إلى مفاهيم العدالة والعقاب، والتي تعتمد بشكل أساسي على وجود روح وجدانية تؤمن بالخطيئة والتوبة والفهم الدقيق لمفهوم الخطأ. ولكن إذا كان الذكاء الاصطناعي مجرد آلات بيروقراطية خاضعة للتوجيه البرمجي ولا تستوفي المبادئ الأساسية للنفس الإنسانية—كالتمرد الداخلي ضد الطاعة والسلوك المعاقب عليه ذاتيا—فكيف لنا أن نلومه على ارتكاب جرائم محتملة ويحال إلى المحاكمة نظرا لذلك؟ بل أكثر من ذلك، كيف نعزله عن مصالح المؤسسات والشركات الكبرى التي قد تعطي الأولوية للحساب الربحي بغض النظر عما قد يؤدي إليه ذكاؤها الصناعي من إيذاء للآخرين!
تستعرض الفقرة التالية نقاطاً رئيسية حول أوجه التشابه والاختلاف بين الذكاء الاصطناعي والإنسان فيما يتعلق بالأخلاق والمخاطر المحتملة المرتبطة بتغول القوى الخوارزمية ضمن مجتمع رقمي مضطرب ومتغير باستمرار...
(سيتم الاستمرار وفقًا لهذا التنسيق حتى نهاية النطاق المسموح به)