- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
البيئة التي نعيش بها هي نظام معقد ومترابط يعج بالحياة. تتنوع الكائنات الحية فيه من حيث الشكل والحجم والوظيفة، وتتعايش وفقًا لقواعد دقيقة تكفل استمرارية هذا النظام المعروف باسم "التنوع الحيوي". لكن، وعلى الرغم من أهميته القصوى للحفاظ على توازن الأرض وإمداداتها من الغذاء والمياه والنظم الإيكولوجية الصحية، يواجه التنوع الحيوي تهديدا حقيقيا متزايدا نتيجة للأعمال الإنسانية الضارة والاستغلال غير المسؤول للموارد الطبيعية.
تأثير الاستيطان البشري
تتسبب العمليات السكانية والتوسع العمراني في فقدان مساحات كبيرة من المحميات الطبيعية وأراضي الحياة البرية الأصلية. يتم قطع الأشجار واستخدام الأراضي لإنشاء طرق جديدة ومباني وطرق زراعية، مما يؤدي إلى تدمير بيئات العشرات بل ربما مئات الأنواع المختلفة. بالإضافة لذلك، فإن العديد من تلك المشاريع غالبًا ما تترافق بتلوث المياه والأرض الجوفيه والذي له آثار جانبية خطيرة أيضا. فمثلا؛ ملء الانهار بالقمامه والصرف الصناعي يمكن أن يدمر المساكن الأساسية لنطاق واسع من الحيوانات ويمنع وصول بعض أنواع الأسماك للإخصاب. وبالمثل، قد يتضرر الترسب بالأسمدة الزائدة أو مبيدات الأعشاب المستخدمة بكثرة في القطاع الزراعي جراء تسرب المواد الكيميائية إلى طبقات تحت سطح الأرض والتي تعتبر مورد حيوي هائل.
التأثير السلبي للأنظمة الغذائية الحديثة
زاد الطلب العالمي المتنامي على المنتجات الحيوانية بنسبة مضاعفة منذ عام ١٩٦٠ وهذا التحول نحو الاعتماد الكبير علي اللحوم والدجاج والدواجن وغيرها دفع باستمرار لتوسيع نطاق الرعي وزراعة محاصيل مثل الذرة وفول الصويا لإطعام هذه الثروة الهائلة من المواشي. وقد أفادت التقارير بأن حوالي ثلثي مساحة الأراضى الواسعة المُستصلحة حالياً تستغل لزراعة الغذاء الذي ينتج عنه إطعامه للحيوانات وليس مباشرة للشعب البشرى. وفي الوقت نفسه، أدت عمليات تطوير المزارع التجارية وضغط إنتاج الطعام أيضًا لفقدان موارد بحريات مهمة تضيق حلقة حياة الكثير ممن يصنفهم صندوق التراث العالمى كأنواع مهددات بالانقراض بالفعل. ومن الأمثلة القليلة الشهيرة حول ذلك ظاهرة تصحر الشعاب المرجانيه المرتبطة بازدياد شعبية اصطياد الأحياء البحرية ذات قيمة تجارية عالية وانتشار استخدام المواد سامة أثناء عملية التصنيع وصناعة الأدوية وخلفيات أخرى مختلفة تشمل حتى السياحه والسفن السياحية - كل ذلك يساهم بإضافة عوامل ضاغطة اضافية تجاه انخفاض مستوى الخضره الموجودة اصلا داخل المنظومة البيولوجيا بأكملهــا .
وبالتالي ، بات واضحاً أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية واحترام حقوق مختلف أشكال الحياة الطبيعية مجتمعين دون تمييز بينهما ، فسيتواصل تدفق تداعيات مستقبل اسوأ صرف . دعونا نتذكر دوماً أن تقليل بصمتنا الانسانيه قليلاً وخلق فرص اعلى لما يعرف بمفهوم الاقتصاد الاخضر هما المفتاح لتحسين وضعنا الحالي قبل فوات الآوان...
وختاما نقف عند عبارات مثل :-" إن حفظ البيئه ليس مجرد خيار مطروح أمام الدول فهو واجب أخلاقى ملزم لكل فرد مشاركا فى المجتمع" – مقتبسة من توصيات مؤتمر ريو دي جانيرو الأخير بشأن البيئة عام ۱۹۹۲.