- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تشهد المدن حول العالم ثورة رقمية غير مسبوقة مدفوعة بتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذه التقنيات المتقدمة لديها القدرة على تغيير الطريقة التي تتفاعل بها مجتمعاتنا وتتواصل وتتعلم داخل البيئات الحضرية المعاصرة. ولكن مع كل فرصة جديدة تأتي تحدياتها الخاصة. هذا التحليل سيستعرض بعض الجوانب الرئيسية لتأثير الذكاء الاصطناعي على مدن المستقبل - سواء كانت تلك التأثيرات إيجابية أو سلبية.
يحمل الذكاء الاصطناعي وعدًا كبيرًا لتحسين نوعية الحياة العمرانية وتحقيق كفاءات أكبر عبر الخدمات العامة المختلفة.
على سبيل المثال، يمكن لأنظمة الرؤية الحاسوبية والتعلم الآلي تعزيز السلامة المرورية وتخطيط حركة المرور بكفاءة أعلى بكثير مقارنة بالأساليب اليدوية التقليدية. كما يستطيع تقدير بيانات البنية التحتية والأرصاد الزمنية الدقيقة المساعدة في إدارة موارد المياه والصرف الصحي بشكل أكثر فعالية مما يؤدي إلى مستويات أفضل للحفاظ على الطاقة ومياه الشرب والنفايات.
بالإضافة لذلك، فإن تطبيقات الصحة الذكية القائمة على التعرف الصوتي والعرض الرقمي يمكنها تقديم رعاية صحية شخصية ذات جودة عالية وبشكل متاح للجميع بدون تفريق بين الفئات المجتمعية المختلفة حسب مستوى دخلهم الاجتماعي مثلاً.
لكن رغم ذلك يحذر خبراء إن التنفيذ المكثف لهذه التقنيات يتطلب مراعاة عدة عوامل هامة مثل حماية البيانات الشخصية وضمان شفافيتها واحتمالية الإدماج العادل لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية والفكرية والجسدية وغيرها الكثير والتي قد تشكل عقبات أمام نجاح مشروع المدينة الذكية.
كما يشير البعض الآخر بأن هناك مخاوف بشأن النوعية الوظيفية المحتملة نتيجة الاعتماد الكبير على الذكاء الصناعي حيث أنه قد يؤدي بطبيعة الحال لفقدان فرص عمل بشرية لصالح الروبوتات المحسنة خصيصاً لهذا الغرض خاصة وأن أغلب التدريبات والحواريات البرمجية يتم تطويرها بشكل آلي.
وفي النهاية يبقى الهدف الأساسي هو تحقيق توازن دقيق عند بناء مدينة ذكية قائمة على اساس تكنولوجي حديث يضمن الوصول العادل والمشاركة الواسعة لكل طبقات السكان مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية الاستدامة المالية والإنسانية أيضاً.
