- صاحب المنشور: شهاب السبتي
ملخص النقاش:في ظل الثورة التكنولوجية الحديثة، يواجه قطاع التعليم في العالم العربي تحديات فريدة ومثيرة للجدل. فمن جهة، تتيح التقنيات المتطورة فرصًا غير مسبوقة لتحسين جودة وتكلفة الوصول إلى تعليم عالي الجودة للملايين من الطلاب العرب. ومن جهة أخرى، يمكن لهذه الابتكارات الجديدة أن تهدد بعض القيم والتقاليد الثقافية التي توارثتها المجتمعات العربية لقرون.
تتضمن إحدى أكبر الفرص الناشئة باستخدام الذكاء الاصطناعي وأنظمة التعلم الآلي لتخصيص المواد الدراسية وخلق بيئات متفاعلة أكثر تشويقًا. حيث يستطيع المعلمون الآن الاستفادة من أدوات تحليل البيانات لإرشادهم نحو تحديد نقاط قوة وضعف كل طالب وإعداد خطط دراسية فردية تلبي احتياجاته بشكل أفضل مما كان ممكنًا سابقًا.
لكن ليس كل شيء ورديًا...
مع هذه المكاسب تأتي أيضًا مخاوف بشأن فقدان العنصر الإنساني داخل العملية التعليمية وانعزال الطلاب عن مجتمعاتهم المحلية نتيجة الاعتماد الزائد على المنصات الالكترونية للحصول على المعلومات والمعرفة. كما يشعر العديد من الخبراء بالقلق حيال تأثير مثل هذه الأدوات على قدرات حل المشكلات الفكرية والإبداع لدى الأطفال الذين ربما يقضي وقت طويل أمام الشاشات الإلكترونية دون تدخل مباشر من قبل معلم أو ولي أمر.
بالإضافة لذلك، هناك اعتراض آخر يتمثل في القدرة المالية للدول والمؤسسات التعليمية لاستثمار الأموال اللازمة لتوفير البنية الأساسية الضرورية لدعم مؤسسة رقمية قوية وكفاءة التدريب الكافي للعاملين في هذا المجال الجديد والذي يتطلب مهارات مختلفة تمام الاختلاف عمّا كانوا عليه سابقا بحاجة ماسّة للتأقلم مع الوضع الحالي.
وفي النهاية، فإن موضوع الدور الذي سيلعبه التحول الرقمي ضمن منظومة التعليم العربي لا زلت قضية مثيرة للتساؤلات ولا تزال تحتاج لمزيدٍ من البحث والدراسة لأجل تحقيق توازن بين الفوائد المحتملة والأضرار الجانبية المحتمل حدوثها بسبب اعتماد تقنيات جديدة كليا.