- صاحب المنشور: إخلاص بن المامون
ملخص النقاش:
أصبح الذكاء الاصطناعي قوة تحويلية تؤثر تقريباً على جميع جوانب حياتنا اليومية، والتعليم ليس استثناء. لقد أدخل هذا التطور التكنولوجي ثورة جديدة في طريقة تدريس المواد وقياس الفهم والتفاعل بين الطلاب والمعلمين. ومع ذلك، يتعين علينا واجبا أخلاقيا للنظر بعناية في التأثيرات المحتملة لهذه التقنية الجديدة على الخصوصيات المتعلقة بالعدالة الاجتماعية، العدالة الأكاديمية، والأخلاق الشخصية للمتعلّمين والمدرسين أيضاً.
في البداية، يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات تعليمية تخصُّصُها حسب احتياجات كل طالب، مما يمكن المعلمين من التركيز أكثر على تطوير مهارات أعلى وفهم عميق لدى طلابهم. تتضمن هذه الأدوات القوائم الآلية التي تقوم بتقييم مستوى فهم الطالب لأهداف التعلم الأساسية بناءاً على بيانات الأداء الخاصة به. لكن بينما نحتفل بكفاءة تلك الأدوات الدقيقة لتوفير الدعم المناسب لكل طالب، فإننا ندعو إلى طرح تساؤلات حول كيفية استخدام البيانات الضخمة التي تعد مصدرًا قيمًا لتلك الأفكار الاستراتيجية الشمولية. هل يتم جمع واستخدام المعلومات الشخصية للأطفال بطريقة آمنة وأخلاقية؟ وكيف نوازن بين فوائد التحليل الشخصي وبين حقوق خصوصية الأطفال؟
بالإضافة لذلك، يعرض لنا الذكاء الاصطناعي فرصًا مثيرة لمشاركة الخبراء والمدربين العالميين مع المجتمع العلمي المحلي عبر جلسات افتراضية مباشرة وغير متزامنة. ولكن، هنا أيضًا يأتي الجانب الأخلاقي حيث يتعلق الأمر بتحديد المعيار الواضح لمعايير الجودة للمعلومات المقدمة وكيف يمكن ضمان عدم انتهاج أي شكل من أشكال الإساءة أو الاحتيال أو غيرها من الأعمال السيئة. إن الحفاظ على سلامة ومتانة النظام التعليمي هو مسؤوليتنا المشتركة كمجتمع علمي مدني.
غير أنه وعلى الرغم مما سبق ذكره بشأن المخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم؛ تظهر أيضا بعض الزوايا المشرقة لهذا الموضوع. فعلى سبيل المثال، أثبت برنامج "ChatGPT" الذي يعمل بنظام GPT3 نجاحاته الكبيرة باعتباره مساعد شخصي ذكي يستعرض ويحلل ويناقش المواضيع المختلفة بطرق مبتكرة وجديدة تمامًا! وهذا يشكل علامة فارقة حقيقية في تاريخ التعليم لأن مثل هكذا أدوات قد تغير ديناميكية العملية التدريس برمتها لإضفاء المزيد من المرونة والإبداع عليها. ومع ذلك، يجدر بنا التذكير بأن التكنولوجيا وحدها ليست كافية لتحقيق نتائج مشرفة؛ فالعنصر الإنساني يبقى ضروريًا لاستكمال دور الروبوتات وتعزيز نوعية القرارات المتخذة ضمن السياقات التربوية المختلفة سواء كانت داخل الفصل الدراسي أم خارجه.\
ولذلك نحن بحاجة لإيجاد توافق مجتمعي عالمي يسعى لحماية مصالح الجميع أثناء تحقيق أفضل مستويات الاستفادة المستدامة الممكنة من إمكاناتها الهائلة بلا تنازلات مطلقًا بشأن أهميتها القصوى بالنسبة لحاضر ومستقبل شباب جيل الغد المزهر.