- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في عالم الأعمال اليوم، تواجه الشركات تحديًا أخلاقيًا متزايد التعقيد يتعلق بتحديد العلاقة الصحيحة بين تحقيق الأرباح والمسؤوليات تجاه البيئة. هذا القطاع يقف حالياً عند مفترق طرق حيث تتنافس المصالح الاقتصادية مع الحاجة الملحة للحفاظ على كوكب صالح للعيش. وفيما يلي تحليل لتلك المعضلة وكيف يمكن للشركات موازنتها لتحقيق نمو مستدام.
تآكل الثقة العامة وتأثير القلق البيئي
مع ازدياد الوعي العام بشأن التأثيرات المدمرة للأنشطة البشرية على النظام البيئي العالمي، أصبح الجمهور أكثر حساسية للممارسات غير المسؤولة بيئيا. وفقا لدراسة أجرتها شركة نيلسن للاستشارات، فإن 66٪ من الأشخاص حول العالم يرغبون بشدة في أن تكون المنتجات التي يشترونها مصممة بطريقة مسؤولة اجتماعيا ومستدامة بيئيا. هذا التوجه ليس مجرد اتجاه مؤقت بل هو تغيير جذري في طلبات العملاء وقيمهم.
بالإضافة إلى ذلك، أدى ظهور وسائل التواصل الاجتماعي إلى تعزيز هذه الحركة. فمن خلال المنصات الرقمية، يستطيع الأفراد مشاركة مخاوفهم وأفعالهم بسرعة واسعة النطاق، مما ينتج عنه عواقب اقتصادية كبيرة لأي عمل يتم ضبطه وهو يساهم في تدمير الكوكب. اعتبر مثال براد بيت الذي دعا لمقاطعة شركته الخاصة، فيلم "World War Z"، بعد علمه بأن إنتاجه كان له تأثير سلبي كبير على البيئة. رد فعل بيت يعكس مدى أهمية الدور المتوقع الآن من قبل المستهلكين بالنسبة للشركات ليكون لها نهج أخلاقي واجتماعي مسؤول نحو استمرارية الأرض.
النهج المختلفة لحلول الاستدامة
للتغلب على تحديات المحافظة والاستدامة، قامت الكثير من المؤسسات باتخاذ خطوات مختلفة بناءً على طبيعتها وصناعتها. إليك بعض الأمثلة:
- الاستثمار في الطاقة المتجددة: العديد من الشركات مثل شركة آبل وشركة غوغل قد بدأت باستبدال احتياجات الكهرباء لديها بالطاقة الخضراء. وهذا يعد خطوة مهمة نحو تقليص البصمة الكربونية وإظهار التزام حقيقي بالتغير المناخي المستدام. لكن رغم الجدوى المالية لهذه الخطوة - فقد وجدت دراسة نشرت عام ٢٠١٧ أن استخدام الطاقة المتجددة أثبت أنه أقل تكلفة بنسبة ١٤% مقارنة بالمشتقات الأحفورية التقليدية بحلول سنة ٢٠٢٥– إلا أنها ليست الحل الوحيد ولا كل الشركات قادرة عليها بسبب عوامل عدة منها القدرة الإنتاجية والبنية التحتية الموجودة حاليا بالإضافة للتكاليف المرتبطة بها والتي تشمل أيضا التخزين الفعال واستخدام المحولات الكهروضوئية بكفاءة عالية وغيرهاَ .
- تقليل هدر المواد الخام والموارد الأخرى: تعتمد الشركات الناجحة ذات الطابع الصناعي بشكل أكبر على إعادة التدوير والإصلاح والتحديث بدلاً من اقتناء مواد خام جديدة تماماً كل مرة وذلك بهدف الحد من كميات المخلفات والنفايات الضارة بالطبيعة والحفاظ أيضاً على ميزانيات الشركة عبر خفض الرسوم المفروضة لاستعادة تلك المواد أو حتى جمعها بطرق قانونية مناسبة. وقد نجحت ماركات مشهورة بهذا النهج ومنها شركة "Patagonia" الرائدة بمجتمع التسوق الذكي والمعنى بأثر أعمال التجارة عموما على سلامة الغلاف الجوي لما حولنا.
- تشجيع الثقافة الداخلية المؤمنة بالأسباب المشتركة: إن نشر ثقافة تبني المسؤول