- صاحب المنشور: شمس الدين البوعزاوي
ملخص النقاش:
يُعَدُّ التعليم أحد الركائز الأساسية التي يُشدِّد عليها ديننا الحنيف منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. فقد حثَّت الشريعة الإسلامية على طلب العلم وأكَّدت على فضله وتأكيد دوره المحوري في بناء المجتمع المسلم المعاصر. إن العلاقة بين الدين والعلم ليست تنافراً أو تصادماً كما قد يتصور البعض، بل هي تكامل وتعاضد يستمد جذوره من تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
على مر التاريخ الإسلامي، شهد العالم العربي والإسلامي فترات ازدهار علمي بارزة، حيث برز علماء كبار مثل ابن سينا وابن رشد والفارابي وغيرهم ممن أثروا المكتبة الإنسانية بمؤلفاتهم الرائدة في مجالات الطب والفلسفة وعلم الفلك والرياضيات. وقد شكل هذا النهضة المعرفية أساساً قوياً لمكانة المسلمين الريادية عالمياً خلال تلك الفترة.
دور الإسلام في تشجيع التعلم:
- توجيه القرآن: يشدد القرآن الكريم على أهمية الاستفادة من العقل والاستطلاع لفهم الكون وخلقاته، قائلاً "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم" [البقرة :29]. يؤكد هذا الآية على ضرورة البحث والمعرفة لتحقيق الفرد والمجتمع للإبداع والنماء.
- السنة والحديث: جاء رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بتعاليم تؤكد على شرف المعرفة وقيمة acquisition knowledge سواء كانت دينية أم دنيوية. روى الإمام البخاري حديث النبي حيث قال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم». مما يدل على اعتبار الإسلام للمعرفة جزءًا أساسيًا للحياة اليومية للمسلمين.
- النماذج الناجحة تاريخيًا: توضح الأمثلة المتعددة للعلماء والمختصين الذين قدموا مساهمات كبيرة في مختلف المجالات مدى تأثير الثقافة الدينية على التحفيز الأكاديمي والبحثي. ومن هذه الشخصيات أبو الريحان البيروني الجغرافي الشهير وموسى بن ميمون الطبيب والحاخام اليهودي الذي تأثر ببركة بيئة العلم في بغداد أيام الخلافة العباسية والذي كتب الكثير بلغتين العربية والعبرية.
تحديات وآفاق المستقبل:
رغم الثوابت الدينية المؤيدة للاستقصاء العلمي، فإن التطبيق العملي لهذا المبدأ غالباً ما يعترضته عقبات اجتماعية وثقافية واقتصادية معينة. مثلا ظهور نظريات معرفية متعارضة داخل مجتمعاتنا تحت ذرائع مختلفة أدت إلى رد فعل سلبي تجاه اهتمام المغتربين ببناء مهارات مهنية ذات صلة بالحاضر والمستقبل العالمي المتحرك نحو اقتصادٍ رقمي متعدد الاختصاصات؛ ضمان نجاح العملية التربوية وفق رؤية تحترم منظومة القيم والمبادئ الإسلامية يتطلب جهداً مشتركاً من قبل المؤسسات الحكومية والدينية وبالتعاون مع أفراد المجتمع المدني أيضًا لترقية نوعية الأنشطة الدراسية لتتماشى ومتطلبات سوق العمل الحالي بالإضافة لحفظ هويتنا وهوييتنا الوطنية الأصيلة والتي تميزها دائمًا
