فيما يلي شرح تفصيلي ومفصل للحكم الشرعي المتعلق بسؤال أخت المستشير:
تعمل أختك في حضانة ويتوقع منها الاعتناء برعاية الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين سبعة أشهر وثلاث سنوات. رغم أن عمليتها الرئيسية ليست تقديم الأطعمة، إلا أنها قد تواجه موقفًا يحتاج إليها لتقديم أنواع مختلفة من الطعام، بما في ذلك تلك التي لا يتم تسميتها باسم الله عند التذكية (مثل لحوم الحيوانات) أو حتى لحم الخنزير الذي يُعتبر محرمًا تمامًا حسب العقيدة الإسلامية.
يشدد الدين الإسلامي بشدة على حرمة تناول لحم الخنزير بشكل خاص، وهو الأمر الذي أكده القرآن الكريم في سورة الأنعام الآية ١٤٥ "قل لا أجد فيما أوحي إلي محرمًا على طاعم يأكله إلا أن يكون ميتة". بالإضافة إلى ذلك، فإن المساعدة في تجهيز هذه الأطعمة المحرمة أو مشاركتها غير مسموح بها أيضًا. بالتالي، يجب على أختك البحث عن بدائل لأعمالها الحالية، أو طلب تغيير نظام العمل داخل المركز كي لا تكون جزءًا من هذا النشاط المحرم.
أما بالنسبة لدخلها الحالي فهو ليس جميعه محظورًا؛ إذ تشمل مهنتها الرعاية والأعمال الأخرى كالتربية والحفاظ على سلامتهم والتي تعتبر كلها عمليات مشروعة طبقا للفقه الإسلامي. أما الأغذية ذات الطبيعة المشبوهة -أي غير المؤكد كونها مذبوحة وفق الطرق القانونية الدينية- فلا ينطبق عليها التحريم بناءً على قاعدة عدم اعتبار الشك دليلًا على التحريم. وذلك بموجب القاعدة العامة التي توضح استباحة أصناف غذائية خاصة بحسب كتب الفقه المعتمدة لدى المسلمين باستثناء حالتين محددتين: إذا علمت بأن الشخص قام بذبح حيوانه بدون ذكر اسم الله أثناء عملية الذبح، وسواء تم ذلك بسبب جهلها بالممارسة التقليدية للدين نفسه ("الإهل") بغرض العبادة لشخص آخر غير الله عز وجل.
وفي خصوص طلب الأم بإيقاض ابنتها عبر استخدام المنبه لكي تستطيع الاستعداد للوصول إلى مكان عملها ضمن توقيتاتها المقررة، هنا أيضا يوجد اختلاف حول مدى مشروعية فعل تلبية الدعوة لإيقاظ امرأة محتملة القيام بعمل يشوبه شيء محرم جزئيًا. ومع ذلك، وبناء على افتراض حسن نوايا فرد يقوم بتيسير طريق شخص آخر نحو الحصول على مصدر رزق قانوني بصورة عامة بينما يشابه نشاطه القطاعي مؤقتًا طبيعة الأعمال غير المقبولة أخلاقياً ودینياً، يمكن تصنيف تصرفك تحت بند "الأفعال المعلقة"، مما يؤدي بنا لاستنتاج أنه ليس بالإمكان تحديد حالة الخطيئة الواضحة لديك بشكل مطلق. ولكن كمستشار مسلم دائم الحرص والتزميـت ببروتوكولات السلوك الحميدة، سيقدم النصائح التالية لجميع أفراد الاسره لحفظ سلامتكم الروحية والجسدية:
１． تبادل المعلومات الكافية حول المخاطر والنفع المحتجين المرتبطين باختيار موضع العمالة المناسب في خدمة المجتمع والذي يلبي الضمان الاجتماعي والمعنويات الشخصية.
２． اثنان أفضل بكثير ممن واحد! دعونا نقومي بيجمع قوات وعقول للعائلة بهدف الوصول لاتفاق بشأن الاختيارات العملية الأكثر ملائمة لكل طرف قبل اتخاذ القرار النهائي لصالح الاخيرة سواء الان او لاحقا مستقبلآ ان شاءالله...
ختاماً، يستحق التركيزعلى ضروره فهم والوعي بالحكمة الكامنه خلف أهميه اختيار اعمالنا وانتقاء طرق حياتنا اليومية بحرصه كبير تماشيا مع تعليمات وشرائع رب العالمين وليس مجرد مجرد اجراء روتينى يومى اعتباطى خالي المضمون والسماء.
