- صاحب المنشور: أفنان بن عمار
ملخص النقاش:
في عصر الثورة الرقمية، يتزايد تأثير التكنولوجيا على جميع جوانب حياتنا بصورة متسارعة. هذه التحولات التي تشهدها مجتمعاتنا قد تلقي بظلالها على قيمها وأعرافها التقليدية المتوارثة عبر الأجيال، مما يثير تساؤلات حيوية حول كيفية تحقيق توازن يحفظ هويتنا وثقافتنا الأصلية وسط هذا الموج البحر التكنولوجي.
تحدي التعلم والتربية
أثبتت الدراسات الحديثة أن الأطفال والشباب الذين ينشئون في بيئة تقنية غامرة قد يعانون من فقدان الاتصال بشخصياتهم الثقافية الفريدة وتعزيز القيم المشتركة. حيث تشتت وسائل التواصل الاجتماعي انتباه الطلاب عن دراستهم وتدريس المناهج الأكاديمية القديمة بطرق تقليدية مثل المحاضرات الحية والمناقشة الصفية، والتي تعتبر جزء مهم من تراث التعليم لدينا. وبينما تقدم المنصات الالكترونية حلولاً مبتكرة للتفاعل وجذب المزيد من الطلاب للمشاركة العلمية خارج الصفوف الدراسية، إلا أنها تؤدي أيضاً إلى انخفاض مهارات الاستماع الفعال وفن الخطابة لدى الشباب بسبب اعتمادهم الزائد على الكتابة الإلكترونية والتواصل غير الشخصي. هذا الواقع الجديد يدفعنا لاستخلاص العبرة بأن التوفيق بين النظام التربوي القديم والحديث أمر ضروري لإعداد جيل قادر على مواصلة نضاله للحفاظ على ثقافته وهويته الوطنية وهو يستفيد أيضًا من فوائد العالم الرقمي المعاصر.
آليات التأثير الاقتصادي والديني
كما تركت موجة التغيرات التقنية آثارًا ملحوظة على الجانبين الاقتصادي والديني داخل مجتمعاتنا العربية والإسلامية تحديدًا. فعلى المستوى الاقتصادي خلق الإنترنت فرص عمل جديدة للشباب، لكنها أدت أيضا لفقدان الوظائف التقليدية المرتبطة بالحرف اليدوية والحرف الشعبية كالتطريز وصناعة الفخار وغيرها الكثير. وهذا له تداعيات خطيرة فيما يتعلق بحماية موروثنا الثقافي ومحفزات العمل المنتشرة عبر الجيل الأول والثاني والثالث بعد الإسلام والذي شهد ازدهارا اقتصاديا وثقافياً فريداً تميز بالابتكار والإبداع المستلهم من تعاليم الدين الاسلامي السمح. وفيما يتصل بالتأثيرات الدينية، بدأ ظهور أشكال تبشيرية واستقطاب أفراد مستخدمين منصة الانترنت كمصدر ثانٍ للإرشاد الروحي منافسا للخطباء المؤثرین والأوقاف المنتسبة تاريخيًا لعالمنا العربي الإسلامي. وهذا الوضع يتطلب يقظة وتمتين الانتماء العقائدي لمنع أي اختلال في توزيع السلطة روحيا والفكري والمعنوي تجاه معتقداتنا الدينية الأصيلة.
استراتيجيات حفظ التراث الوطني
لتجاوز تلك المصاعب وللحفاظ على خصوصيتنا الثقافية وسط الاندثار الذي تحمله تكنولوجيا المعلومات إليك بعض الإجراءات المقترحة:
- تعزيز دور الأسرة: تعد الأسرة اللبنة الأولى لبناء الشخصية ومعرفة التاريخ والعادات والقيم المجتمعية؛ لذا عليها مضاعفة جهودها لحماية أبنائها من مخاطر التشوش المعرفي الناجم عما تقدمه الوسائل الإعلامية الرقمية الغربية الهادفة لتشويه أو تضليل فهم المفاهيم الاجتماعية والإنسانية الإسلامية الأصيلة.
- **تحسين محتوى التعليم الالكتروني*:^{*} يمكن تصميم مواد تعلم مساعدة باستخدام شبكات الإنترنت توضح لأطفالنا أهمية حافظة على هويتهم الثقافية أثناء رحلة الاستمتاع بالميزات الجديدة للعصر الحالي كالالعاب ووسائل التدريب الذاتي وغير ذلك. ويمكن الجمع بين طرق عرض تقليدية