في عصر يتسم بالتطور التكنولوجي والرقمي المتسارع، يطرح تحدي تحقيق توازن دقيق بين استيعاب الأفكار الحديثة والمعاصرة والحفاظ على القيم والموروث الثقافي والعلمي للأمة العربية. هذا الأمر يحمل أهمية بالغة خاصة في مجال التعليم، حيث يعد مفتاحاً رئيسياً لتنمية المجتمع وتطويره باستمرار. إن إدراج تكنولوجيا المعلومات والتعليم الرقمي يمكن أن يعزز عملية التعلم ويوسع نطاق الوصول إليها، ولكنه ينبغي أن يتم بطريقة تحترم التراث الغني للمكتسبات الفكرية والإسلامية التي شكلت هوية الأمة عبر التاريخ.

من أجل تفعيل هذه المهمة الشاقة تتطلب عدة عوامل لتحقيق توافق متناغم بين الجانبين المعاصر والتاريخي؛ يجب إعادة تصميم المناهج الدراسية لتشمل المحتوى التقليدي الأصيل جنباً إلى جنب مع العلوم الطارئة والأدوات الجديدة. وهذا يستلزم توظيف الأساليب التربوية المستندة إلى التجارب التطبيقية والتي تكفل فهم أفضل واستمرارية لدى طلاب اليوم وغداً. بالإضافة لذلك دور المعلّمين والداعمين التربويين الذين يعملون كمحاور ربط تربط الماضي بالحاضر نحو مستقبل أكثر ازدهارا وأيسر اتجاهاته.

كما يؤكد الخبراء أيضا ضرورة تعزيز اللغات المحلية وتمكين اللغة العربية كمصدر حيوي لأخبار العلم والمعرفة الحديثة وذلك تجاوبا مع الوثيقة رقم ١٤٣٥/٢١ من منظمة اليونسكو بشأن حماية وتعزيز الاستخدام العالمي للغة الأم واللغة الأم الثانية والثالثة .وعلى مستوى أبعد فإنه بإمكان المؤسسات البحثية الحكومية وغير الحكومية المساهمة بتقديم دراسات معمقة حول فعالية تقنيات التدريس الحديثة وكفاءتها مقارنة بنموذجي تدريس قديمة ورواية تراث ثقافية لذا فإن تبني نهج أكثر شمولا سيؤدي حتما لتحقيق مكاسب مشتركة لصالح الجنس البشري بكاملها وليس العرب فقط.

مسارات التحويل

لتسهيل تحقيق هذا التنفيذ فقد بدأ العديد من الجامعات ومراكز البحوث العربية تطوير مشاريع بحثيه تؤمن بحتمية الجمعبين التنمية البشرية وبين الحفاظ علي الهوية الوطنية والقوميه, مثل مشروع "إدماج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في النظام التعليمي المصري" والذي يقوم بموازنة المفاهيم المعرفيه الإسلامية باستخدام نماذج تعلم آليه مبتكرة وقد حققت تلك المشروعات نجاحات ملحوظة ولكن تحتاج لمزيد دعم وتمويل حتى تصبح واقع عملي قابلا للتطبيق واسع الانتشار