تحديات التعلم الآلي في فهم اللغة الطبيعية: الحواجز التكنولوجية واللغوية

تسعى تقنية الذكاء الاصطناعي المتطورة، وبشكل خاص التعلم الآلي، إلى محاكاة قدرات البشر في معالجة وفهم اللغة الطبيعية. رغم التقدم الكبير الذي أحرزته هذه

  • صاحب المنشور: المجاطي القبائلي

    ملخص النقاش:
    تسعى تقنية الذكاء الاصطناعي المتطورة، وبشكل خاص التعلم الآلي، إلى محاكاة قدرات البشر في معالجة وفهم اللغة الطبيعية. رغم التقدم الكبير الذي أحرزته هذه التقنيات، إلا أنها تواجه العديد من العثرات والصعوبات التي تعيق قدرتها على الفهم الدقيق والمفصل للغة كما يفعل الإنسان. يمكن تصنيف هذه العراقيل إلى فئتين رئيسيتين؛ الأول مرتبط بالتحديات التقنية والفنيّة، والثاني يتعلق بقضايا نحوية وإملائية ومفردات لغويّة أصعب مما قد يبدو لأول وهلة.

**التحدي الأوّل - التحدّيات التقنيَّة والفنيَّة:**

تعتبر بناء نماذج دقيقة قادرة على فهم السياقات المعقدة والتبعيات اللغويَّة أحد أكبر العقبات أمام تقدم تكنولوجياِ تعلم الآلات لفَهْم اللغة الطبيعيّة. تتضمن مشاكل تحديد العلاقات بين الكلمات والمعاني ارتباطًا مباشرًا بتنوع وتغير أشكال الجمل والنُّهج المستخدمة للتواصل عبر مختلف الثقافات والأجيال. إضافة لذلك، تشير الدراسات الحديثة حول مسألة "الفجوة المعرفيَّة" بين المدخلات الإنسانية والإخراج الآلي بأنَّ هناك حاجة ملحة لصياغة استراتيجيات جديدة لتحسين دمج بيانات العالم الواقعي ضمن عمليات تدريب ذكاء اصطناعي تهدف لتعزيز فهمها للمستويات المختلفة للمعنى والكلام المنقول غير اللفظي أيضًا!

الدرجة الأولى في التعرف الضمني/الحكم المستنتج:

  1. * عدم القدرة على الاستيعاب الحالي لمفاهيم مثل المجاز والاستعارة وغيرهما مما يستخدم غالبًا للإشارة بحسب السياق بغاية التأثير النفسي والعاطفي لدى متلقيه.
  2. محدودية آليات تقدير احتمال حدوث بعض بنيان جملة مقارنة بأخرى مشابهة ولكن اختلاف موضع العنصر المؤثر بها يؤدي لتغيير تماما للحقيقة المُراد إيصالها. مثال ذلك استخدام زمن المضارع بدلاً الماضي لعبارةٍ تبقى معناها ثابتاً لكن دلالتها الزمانية مختلفة كليا حين تغير التركيب البنيوي للجملة أساسياً نظراً لانزياح موقع الصفة مؤقتا نحو بداية محتوى الحديث مثلا...!!!

*

**التحدي الثانى - القضايا اللغوية والبِنى النحوية :**

تشكل قواعد وأسس علم الأصوات العربية خصوصيتها الخاصة والتي تطرح تحدياً جديداً لما يعرف باسم "مشكلة الترجمة" حيث يعسر انتقال المعلومات مباشرة بدون فقدان عناصر جوهرية للأسلوب المحكي الأصيل نتيجة اختلاف نظام كتابة علاماتها بين الشمال العربي والأوسط منه وكذلك الجنوب إضافة لحالات أخرى متعلقة باللهجات العامية وكيف يمكن لمنظومات البرمجيات المطابقة لهذه الوضعيات إنتاج نتائج ذات مصداقية عالية؟ إذ يجدر التنبيه هنا بأن الاحترام الواجب لاستقلال كل بلد عربي بشأن اختياراته الفردية فيما يتصل بوسائل كتابتهم أمر ضروري للغاية وهو ما يعني عمليا وجوب توفر طرائق خاصة لكل نموذج معرفي مستقل مستقبلا وذلك بهدف تحقيق الاتساق الأمثل أثناء مراحل العملية التعليمية التدريبية لاحقا !

---

![arabic flag](https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/7/74/FlagofArabia_%28Saudi%29.svg) [1]


بكري الفاسي

7 وبلاگ نوشته ها

نظرات