- صاحب المنشور: إخلاص بوزيان
ملخص النقاش:
في مجتمعنا المعاصر، غالباً ما يثار نقاش حول دور الفن في الثقافة الإسلامية. هذا النقاش ليس جديداً ولكنه يعيد طرح نفسه باستمرار مع تطور المجتمع وتزايد تأثير وسائل الإعلام الحديثة. يتناول الإسلام العديد من الجوانب الفنية مثل الرسم والنحت والموسيقى والشعر وغيرها، لكن مع وجود قيود واضحة في بعض الأحيان لتجنب تشجيع عبادة الأوثان أو نشر المحتوى الذي يخالف القيم الدينية والأخلاقية.
من منظور شرعي، ينظر العلماء إلى الفن على أنه شكل من أشكال التعبير والإبداع بشرط أن يحترم الشريعة الإسلامية ويبتعد عن كل ما هو محرم. الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقول "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى" (رواه البخاري). هذا يعني أن النية الطيبة والهدف الحسن مهم للغاية عند القيام بأي عمل، بما في ذلك الفن. لذلك، يمكن اعتبار أي نوع من الفن مسموحًا طالما أنها لا تحتوي على صور حية لأشخاص أو حيوانات ولديها هدف نبيل وجماليات متوافقة مع تعاليم الإسلام.
التحديات والقواعد
تعتبر الصور الحية لحيوانات وأفراد بشريين موضوع مثير للجدل داخل الدين الإسلامي بسبب ارتباطها بتاريخ مبكر حيث كان يتم استخدام هذه الصور بهدف عبادة الأصنام. نصائح الكتاب المقدس للمؤمنين بعدم صنع أو الاستمتاع بهذه الصور لأنه قد يؤدي إلى انحراف عما يصلِّي إليه الناس بالدرجة الأولى وهو لله الواحد القهَّار. ولكن هناك تفسيرات مختلفة لهذه الآية منها قول البعض بأن المنع يشمل only تلك الأنواع التي تحمل رسائل غير أخلاقية أو حسية زائدة والتي تتحدى إيمان المؤمن بنعمته سبحانه وتعالى، بينما تسمح أخرى بتصوير الحيوانات والطبيعة بطرق خالية من أي مضامين مشبوهة دينيًا وبمعرفة قلب مقبل نحو رب العالمين عز وجل ولمصلحة إبراز جمال خلقه ومحبته له جل شأنه .
بالإضافة لذلك، فإن الموسيقى هي جانب آخر قابل للتفسير بعمق حسب السياقات المختلفة؛ فهناك مدارس فقهية ترى تحريم جميع أنواع الموسيقى بما فيها الهادئة ذات الكلمات الرقيقة، بينما تقر أخرى بموسيقا مرحة بدون كلمات مسيئة تصاحب رقصة الفرح أثناء الأفراح وليس للأغراض الشخصية الخاصة كالاستماع لها فردياً خلال وقت راحة الشخص اليومي مثلاً مما يعدُّ مضيعة للعمر والساعة الذهبى المبذولة بلا جدوى خارج حدود الاحتياجات الضرورية للحياة العملية والحياة الاجتماعية المفيدة للمجتمع المسلم المترابط.
وفي الوقت الحالي، تواجه الفنانين المسلمين تحديات خاصة بسبب الانفتاح العالمي والثقافات الأخرى التي تؤثر تأثيرا واضحا حتى لو احتفظ الجميع بقيمهم الأساسية المرتبطة بحضور الإسلام الروحي شديد التأثير والذي يسعى دوماً لإعادة بناء صرح حضارتنا عبر تجديد النهضة بفكر مستنير يدافع عنه شباب المستقبل بكل قوة وصلابة أمام دعوات التنكّر لماضينا المجيد واستلاب هويته المتسامحه المتساميه وسط عالم مليء