- صاحب المنشور: بن عيسى البدوي
ملخص النقاش:مع تطور التكنولوجيا وتعميم استخدامها في مختلف القطاعات، شهد العالم تحولاً رقميّاً لم يسبق له مثيل. هذا التحوّل الذي بدأ تدريجياً ولكنه أصبح الآن واقعًا ملحوظًا، يتأثر به جميع جوانب حياتنا العملية والشخصية بشكل عميق. وفي قلب هذه الثورة الرقمية تكمن القوة العمالية، التي تواجه تحديات ومزايا جديدة مع الانغماس المتزايد في الأتمتة الذكية والذكاء الصناعي.
إن التأثير الأكثر أهمية للتحول الرقمي هو إعادة تشكيل وظائف العمل التقليدية. حيث تستبدل الروبوتات الآلات والأجهزة البشرية في بعض الوظائف، مما يؤدي إلى خسائر محتملة في فرص عمل كبيرة. إلا أنه يُنظر أيضًا إلى هذا كفرصة لخلق فرص عمل جديدة تتطلب مهارات مختلفة مثل البرمجة، علوم البيانات، التصميم الجرافيكي ثلاثي الأبعاد وغيرها الكثير.
بالإضافة لذلك، يجذب الانتقال إلى بيئة رقمية المزيد من الأفراد نحو التعليم والتدريب المستمر. فالقدرة على مواكبة الابتكار التكنولوجي هي المفتاح للحفاظ على الوظيفة الحالية والحصول على فرص جديدة. ومن هنا، تبرز ضرورة جهود الحكومة والمؤسسات التعليمية لتوفير برامج تعليمية متطورة تلبي الاحتياجات الحديثة للسوق.
كما تؤثر البنية الجديدة للعلاقات بين العامل والمكان والوقت بسبب التحول الرقمي على قواعد العمل التقليدية. فالعمل عن بعد، والذي كان خيارا نادراً قبل سنوات قليلة مضت، أصبح اليوم أمرا شائعا ومتاحا لأعداد متزايدة من الناس حول العالم. وهذا يعني ليس فقط المرونة الزمنية ولكن أيضا تقليل الوقت والجهد المبذولين للمواصلات اليومية.
وفي النهاية، فإن تأثير التحول الرقمي على القوى العاملة هو أمر مفصلي وجوهري للتكيف الاقتصادي الشامل والاستدامة الاجتماعية. ومع ذلك، فهو يخلق أيضاً العديد من التحديات التي تحتاج إلى حلول مبتكرة لتحقيق الفوائد المحتملة لهذا التحول الكبير.