- صاحب المنشور: دوجة المهنا
ملخص النقاش:يشكل الدين الإسلامي ركيزة مهمة للحفاظ على البيئة وتعزيز التنمية المستدامة. إن حكمة الشريعة الإسلامية التي تركز على الوسطية والتوازن بين متطلبات الحياة الحالية واحتياجات الأجيال القادمة تعكس فهمًا عميقًا لقيمة النظام البيئي واستدامته.
من خلال العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، يدعو الإسلام إلى احترام الطبيعة والحفاظ عليها. "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة" [الزمر: ١١] تشجع هذه الآية على عبادة الله حق عبادته، والتي تتضمن أيضًا الرعاية والعناية بالنظام البيئي الذي وهبه لنا الخالق. كما يؤكد الحديث النبوي "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" أهمية النوايا الطيبة عند التعامل مع الأرض والموارد الطبيعية.
النواميس الطبيعية
يستمد الإسلام قيم الاحترام والنظام البيئي من فكرة وجود نواميس طبيعية ملزمة للمسلمين. هذه النواميس تشمل حفظ النفس والخلق والكسب والمستقبل. فعلى سبيل المثال، يعتبر تركيز الإسلام على العدل الاجتماعي وضمان حقوق الفقراء والضعفاء جزءا أساسيا من جهود الحفاظ على الموارد وتوزيعها بطريقة عادلة ومستدامة. هذا النهج يتجاوز مجرد منع الإضرار بالبيئة إلى خلق مجتمع حيوي ومترابط يقوم بتطوير موارد بيئية شاملة.
التعامل مع الموارد
يركز الإسلام أيضا على استخدام الموارد بحكمة وعدالة. حيث يشجع المسلم على عدم الإسراف أو الإهدار بألا يأخذ أكثر مما يحتاج وألا يبذخ. وهذا يساعد في الحد من استنزاف الموارد وتعزيز الاستخدام الفعال لها لفائدة الجميع الآن وفي المستقبل.
الحلول الإسلامية للتحديات البيئية
بالإضافة لذلك، يمكن للعناصر الأساسية للشريعة الإسلامية مثل المحرمات (الحرمان) والصرف (البذخ)، وكذلك الضرائب الموظفة لحماية البيئة، تقديم حلول مبتكرة لمشاكلنا المعاصرة المتعلقة بالحفاظ على الكوكب. مثلاً، يحظر الإسلام اتلاف النباتات والحيوانات بدون موجب شرعي ويعاقب بشدة على جريمتي قطع الأشجار وجريمة قتل الحيوان بدون وجه حق. بالإضافة إلى ذلك فإن زكاة المال (الصرف للفقير) قد يستخدم لإعادة تأهيل المناطق المعرضة لكوارث بيئية كالانهيارات الأرضية والجفاف وغيرهما.
الاستدامة والتنمية في الإسلام
بشكل عام، توفر الأفكار والمعايير الدينية للإسلام رؤية هادية نحو تحقيق تنمية مستدامة تتماشى مع القيم الأخلاقية والإنسانية العالمية. فهو يعزز أهمية الاعتبار العام للأثر طويل المدى لأفعال الإنسان تجاه كوكبنا ويهدف إلى بناء عالم أفضل للأجيال المقبلة.