- صاحب المنشور: إباء بن زينب
ملخص النقاش:
تغيرت عوالم الأعمال والتوظيف جذريًا مع ظهور الثورة الصناعية الرابعة وما رافقها من تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية. هذه التقنيات تحول طريقة تفاعل الشركات والموظفين وتغيّر متطلبات مهارات القوى العاملة. إن فهم كيفية تأثر سوق العمل بهذه التحولات ضروري لاستعداد الفرد للمستقبل المهني.
الفرص التي تقدمها التكنولوجيا
إن دمج تكنولوجيات جديدة يفتح أبواب فرص عمل غير مسبوقة في مجالات لم يكن لها وجود قبل عشر سنوات فقط. فبدأت تخصصات وظيفية حديثة كمطورين للذكاء الاصطناعي ومحللي البيانات وأمن المعلومات وغير ذلك تستقطب اهتماما واسعا بين الخريجين الشباب والباحثين عن تطوير حياتهم المهنية. حتى إن بعض الوظائف القديمة شهدت تغييرا جوهريا بسبب التأثير الرقمي؛ فعلى سبيل المثال، أصبح المحاسب اليوم يعمل حاليا بالتوازي مع برمجة الروبوتات المالية مما يسمح بتوفير الكثير من الوقت والجهد مقارنة بأزمنة مضت.
التحديات الناجمة عن تغير تكنولوجي
لكن هذا النموذج الجديد للتوظيف يحمل معه أيضا تحديات كبيرة قد تهدد استقرار العمالة الحاليّة. فعلى الرغم من خلق وظائف تكنولوجية جديدة، فقد أدّى الاعتماد المتزايد على الآلات إلى خسارة عدد كبير نسبياً من الأشخاص لوظائفهم التقليدية والتي بات يستطيع برنامج ذكي القيام بها بسرعة ودقة أكبر بكثير وبالتالي تفوق البشر بنفس الغرض. كما يتعين على العامل البشري مواكبة المستجدات باستمرار لتجنب الوقوع خارج دائرة سوق العمل - حيث يشترط الآن أغلبية المشغلين امتلاك خبرة عملية محددة أو شهادات معتمدة تدعم الأداء داخل بيئة رقمية سريعة الحركة ومتغيرة. وفي المقابل فإن عدم القدرة على مواصلة التعلم والإتقان لهذه الأدوات الحديثة يؤدي بشكل مباشر نحو حرمان الأفراد من حقوقهم الاقتصادية الأساسية.
الخاتمة
في النهاية، رغم كل المخاطر المرتبطة بالتحوّل الرقمي، تبقى هناك مكاسب واضحة ستعود بالنفع الكبير طالما تم توجيه الجهود لتعزيز القدرات والمعرفة اللازمة للاستفادة المثلى من هذه الوسائل الحديثة واستيعاب عمقها المتعدد الطبقات. فالابتكار العلمي ليس له حدود وهو يعكس رغبات وطموحات المجتمع الإنساني عبر التاريخ الطويل لحماية مستقبل شعوب الأرض وضمان حياة أفضل للأجيال المقبلة بغض النظرعن الاختلاف الثقافي والديني لكل فرد منهم حول الكوكب الواسع الواحد الذي نعيش عليه جميعاً بلا فصل ولا فاصل منذ القدم حتى يومنا هذا!