ثريد

عندما ترشح ترمب للرئاسة، لم يكن أحد يتوقع أن يفوز، وكان هو يعرف ذلك، ولذا قرّر المغامرة واتبع استراتيجية غاية في الخطورة، اقترحها عليه مستشاره الفذ، ستيفن بانون، وبانون عنصري لا جدال في ذلك، ولكنه كان قد قرأ المشهد الأمريكي جيدا، من خلال عمله الإعلامي

استراتيجية بانون

كانت شرائح من الأمريكيين، خصوصا البيض، قد سئمت من الساسة التقليديين، الذين تهمّهم مصالحهم الخاصة، ويخضعون للوبيات المصالح على حساب الشعب، علاوة على أن فوز مواطن من الأقليات(اوباما) ضاعف مخاوف بعض البيض، فأدرك بانون بأن المغامرة باستخدام استراتيجية جديدة قد يخدم ترمب وهذا ما حدث

كانت استراتيجية المغامرة تقتضي استخدام لغة غير معهودة، جرت العادة أن يتحاشاها الساسة، ولكن ترمب استخدمها، فهاجم الامريكيين اللاتينيين بشراسة، ووصفهم بالمجرمين ومروجي المخدرات، ووعد بمنع دخول المسلمين من الدول التي تعاني من الإرهاب،وتوقع المعلقون أنه حفر قبره بيده، ولكن...

نجحت الإستراتيجية وفاز ترمب بالرئاسة في نهاية المطاف، فقد أنعشت استراتيجيته الشعور القومي، والأمل في وجه سياسي جديد من خارج واشنطن، سيعمل لمصلحة الشعب الأمريكي، وكان المتوقع أن يتقبل الديمقراطيون الأمر الواقع، ويتعاونوا مع الرئيس الجديد، ويخطّطوا لانتزاع الرئاسة منه في ٢٠٢٠، ولكن

قرّر الديمقراطيون، منذ اليوم الأول، محاربة هذا الرئيس القادم من خارج واشنطن، وتحالفت معهم معظم وسائل الإعلام، فجاءت قضية التدخل الروسي، والتي تم تبرئة ترمب منها بشكل كبير، بعد سنتين من التحقيقات على يد أبرع القانونيين، وانفاق عشرات الملايين، فهل تعلّم الديمقراطيون الدرس بعدها؟!