اصفرار العين، المعروف أيضاً باسم يرقان scleral icterus، يشير إلى تغيير غير طبيعي في لون الجزء الأبيض من العين نحو اللون الأصفر. هذا التغير قد يحدث نتيجة لزيادة مستويات البيليروبين في الدم، وهو مركب مشتق من الهيموجلوبين يتم تحليله في الجسم كجزء من عملية أيض خلايا الدم الحمراء القديمة. إليك ما تحتاج إلى معرفته حول هذه الحالة الصحية:

1. تكوين البيليروبين: البيليروبين عبارة عن منتج ثانوي للدم الأحمر المهضم بعد موت وتحلل الخلايا الحمراء. عادةً، يقوم الكبد بتكسيره وتحويله إلى مركبات أخرى يمكن إخراجها عبر البول والبراز. ولكن عندما تتراكم كميات زائدة من البيليروبين في مجرى الدم، فقد يصل بعض منه إلى شبكية العين مما يعطي لها لوناً أصفر.

1. أسباب ارتفاع مستوى البيليروبين: هناك عدة حالات قد تؤدي إلى زيادة مستويات البيليروبين بما فيه القدرة على رؤية اصفرار العين:

* أمراض الكبد: أمراض مثل التهاب الكبد الوبائي وفيروس التهاب الكبد B وC وأورام الكبد جميعها تستطيع التأثير على قدرة الكبد على معالجة البيليروبين بشكل صحيح.

* التهاب الجيوب الصفراوية (cholangitis): انسداد القنوات الصفراوية بسبب حصوات أو عدوى أو سرطان قد يعيق تدفق العصارة الصفراوية ويؤدي بدوره لتراكم البيليروبين.

* رَحَّى الحَمْض النووي الدائري (DIC): هي حالة طبية خطيرة تنجم فيها تجلطات دم صغيرة داخل الشرايين والأوردة الصغيرة؛ مما ينتج عنه تضخم شديد وغير طبيعي لكمية كريات الدم الحمراء التي يتم هضمها وإطلاق البيليروبين منها بسرعة كبيرة جداً.

* اضطراب نادر يسمى "النخالة البنية" (jaundice in neonates): بالنسبة للأطفال حديثي الولادة الصِغَر جدًا الذين لم تتم لهُم فرصة تطوير نظام أيض مناسب للبيليروبين بعد ولادتهم مباشرةً، فإن ذلك قد يؤدي لأعراض مرض صفراوي محددة تشمل احمرار الجلد والعينين وحكة خفيفة وقد يصاحبها حمى أيضاً إن كانت العدوى رافقت العملية بأسرها منذ اللحظة الأولى للحياة خارج رحم الأم.

1. تشخيص ومعالجة اصفرار العين: إذا لاحظت تغييراً ملونياً مفاجئاً للعين ولم يكن لديك معلومات سابقة عن تاريخ طبّي لذلك الأمر ضمن أسرتك فمن الضروري مراجعة الطبيب لإجراء الفحص السريري والتاريخ المرضي المناسبين بالإضافة لتحليل عينات الدم لاستبعاد وجود اضطرابات حقيقية تحتفظ بها تلك المراكز الطبية المتخصصة. علاج كل حالة يأتي وفقا لأنواع ومسببات المشكلة الأصلية للمريض نفسه والذي يحاول تحديد نوع العلاج الأنسب لكل فرد بناءٌ عليه .

1. وقاية نفسك وانتبه لمن حولك: الوقاية خير من العلاج كما يقول المثل القديم دائماً! لذا فإن اتباع نمط حياة صحي والإبتعاد عمّا يضر الصحة العامة للجسم والحفاظ عليها دوماً مهم للغاية خاصة فيما يتعلق بصحة الجهاز الهضمي والكبد تحديدا كون الأخيرة المحور الرئيسي لهذه العمليات الحيوية بالجسد البشري والتي تعد أساس الحياة نفسها بكل المقاييس المختلفة سواء أكانت مادية أم معنوية ذات قيمة روحية واجتماعية أيضا !