- صاحب المنشور: طلال التازي
ملخص النقاش:في ظل عصر العولمة المتسارع الذي نعيش فيه اليوم، يتزايد الجدل حول دور الدين في التعليم وأثره على الشباب. فبينما يرى البعض ضرورة دمج تعاليم الإسلام مع المناهج الدراسية لتحقيق تربية شاملة ومتوازنة، يحذر آخرون من مغبة التقليد الأعمى للدين قد يعوق تقدم المجتمع ويفرض قيودًا غير مناسبة. نحن هنا لنحلل هذه القضية المعقدة عبر استعراض وجهات النظر المختلفة وكيف يمكن تحقيق توازن رابح للجميع.
دعونا نبدأ بفهم أهمية الدين في الثقافة الإسلامية. يعد الدين جزءًا أصيلًا مما يميز الهوية العربية والإسلامية؛ فهو ليس مجرد مجموعة اعتقادات وممارسات روحية، بل يُعد أيضًا أساساً أخلاقياً واجتماعياً للحياة اليومية. وتأطير نظام التعليم وفق تلك المفاهيم يساعد في غرس الالتزام الأخلاقي وتحفيز الفكر الناقد لدى الطلاب، كما عززه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
ومع ذلك، فإن عدم مراعاة متطلبات العصر الحديث واحتياجات سوق العمل يمكن أن يؤدي إلى تأخير عملية التحديث والتطور التي تشهدها البلدان الغنية بالموارد البشرية مثل الدول العربية. وقد أدى هذا الخلاف بين الدعوة للإصلاح التربوي وتطبيق آليات جديدة للتدريس مقابل المحافظة على القيم الدينية الأصيلة إلى اختلاف الآراء بين صفوف المثقفين والمصلحين.
ومن الواضح مدى حاجتنا لمزيدٍ من البحث وإبداع الحلول الواقعية لهذا اللغز المركب! إذا نظرنا مثلاً لدولة سنغافورة مثال حي لتكامل مفاهيمهما حيث يتم تدريس جوانب ثقافية ودينية بطرق مواكبة للعصر وسط بيئة مدرسية حديثة بنسبة كبيرة بما يسمح بتنمية روح الوطنية والشخصية المستقيمة لأجيال مستقبل الدولة بكل جوانب حياتها.
وفي المقابل، علينا التحلي بالحكمة عند تطبيق список أفضل الممارسات العالمية دون اعتبار لقواعد ديننا وشركائنا الاجتماعيين. فعلى سبيل المثال، تُعتبر ضوابط ارتداء الزي الموحد للمدارس ذات طابع محدد في العديد من دول العالم لكنها تخالف قوانين لباس النساء المسلمات الأساسية والتي توجبت شرعا لحماية عرضهن وصيانة كرامتهن وتعزيز الثبات لهم أمام الفتن.
ختاماً، إن الطريق نحو تحقيق توافق شامل بين تعليمي الحداثة والدين يكمن في تبني نهج تربوي منفتح يشجع العلم والمعرفة مدفوعا بالتوجيه الروحي والقيمي. ومن خلال فهم عميق لعناصر كل جانب واستيعاب خصائص مجتمعاتنا الثقافية والدينية، يمكن لنا رسم خارطة طريق واضحة لإعداد جيل قادر على التأثير بإيجابية داخل مجالات عمله وعشقه للأوطان تزكية لها ودفاعاً عنها بالسلم وفي وقت الحرب حسب قوله تعالى : "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ".
بهية المجدوب
8 Blog posting