كيف يفهم المسلمون معنى سمع الله وبصر الله: توضيح علمي وإيماني

يؤكد القرآن الكريم وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على قدرة الله الواسعة وسعة سماعه وبصره، حيث يقول سبحانه وتعالى: "ليس كمثله شيء وهو السميع الب

يؤكد القرآن الكريم وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على قدرة الله الواسعة وسعة سماعه وبصره، حيث يقول سبحانه وتعالى: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"، مما يشير إلى تفرد الخالق بجلال صفاته وعظم مجده. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن فهم المسلمين لهذه الصفات يكمن في الإقرار بها إيمانياً دون محاولة معرفة الكيفية الدقيقة لتلك العمليات الروحية والفلسفية خارج نطاق الوحي.

على الرغم من اعتقادنا الراسخ بأن الله يسمع كل صوت ويتابع جميع الأفعال، إلا أنه لا ينبغي لنا البحث عن تشبيهات مادية أو صور ذهنية لشكل هذا السمع والبصر عند الرب الجليل. وذلك لأن طبيعتها غير ملموسة وغامضة بطبيعتها، وهي فوق معرفتنا البشرية. لذلك، حين يسأل البعض كيف تسمع الأصوات المختلفة وتُرى الأشياء متزامنة رغم وجود فرق جغرافي ولغوي كبير بينهما، فإن جواب المؤمن يكون برفض وضع افتراضات حول الطريقة التي يستقبل بها رب العالمين المعلومات المجردة بهذه السرعة والإتقان. إنها إحدى آيات القدرة الإلهية التي تتخطى حدود الفهم الإنساني.

وقد عبر العديد من علماء الدين والمفسرين عن موقف مسلمي السنة تجاه سؤال "الكيف"، والذي عادة ما يؤدي إلى خلاف عقائدي وخروج عن النصوص السماوية. يحذر المفسر الشهير ابن عاشور وغيره من تجنب مثل تلك الاستفسارات المثيرة للمشاكل، مشددين بدلاً من ذلك على ضرورة التركيز على تدبر الآيات والاسترشاد بتعاليم الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالأمر الظاهر دون الانخراط في التفاصيل الخفية. وفي النهاية، قدّم فقهاء بارزون مثل الدكتور عبد الرحمن بن ناصر البراك رؤاهم الشخصية بشأن وجهتي النظر الرئيسيتين لهذا الموضوع. أما الفقرة الثانية فهي عبارة عن شرح مختصر لما ورد سابقاً، بينما تعتبر الثالثة والأخيرة خلاصة منطقية لاستنتاجاتها السابقة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات