تُعتبر الرعشة غير المرغوب فيها أحد الأعراض التي قد يواجهها الأفراد بشكل متقطع ويمكن أن تكون مربكة ومزعجة في بعض الأحيان. هذه الحالة يمكن أن تتراوح بين الخفيفة إلى الحادة، وتتأثر بعدد كبير من العوامل الفسيولوجيّة والنفسية. سوف نستعرض هنا العديد من الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة، ونناقش كيف يمكن التعامل معها.
أحد أكثر الأسباب شيوعا للرعشة هو الجهد البدني أو النفسي الزائد. عندما يقوم الجسم بإنتاج طاقة زائدة أثناء النشاطات المكثفة مثل الرياضة أو القلق، فإن هذا الزيادة يمكن أن يؤدي إلى اهتزاز العضلات بطريقة غير إرادية. بالإضافة إلى ذلك، نقص النوم والسهر لفترات طويلة أيضا يعد عامل مؤثر رئيسي. الشخص المصاب بالنوم الكافي يعاني غالباً مما يعرف برعشة الصباح، وهي رعشة خفيفة تحدث عند الاستيقاظ بسبب عدم كفاية الراحة خلال فترة النوم.
بالإضافة إلى الضغوط النفسية والجسدية، هناك مجموعة واسعة من الأمراض والحالات الطبية التي قد تساهم في الرعشة. أمراض الغدة الدرقية، والتي تشمل فرط نشاطها أو قصور عملها، هي واحدة من أهم تلك الحالات. ففرط نشاط الغدة الدرقية (الهيبوثيرايزم) يمكن أن يسفر عن ارتعاش مستمر، بينما يقود قصور عمل الغدة الدرقية (الهيبوتيريديزم) إلى شعور بالبرودة وترنح. بعض الأدوية أيضاً، سواء كانت موصوفة طبياً أو بدون وصفة طبية، لها القدرة على التحريض على الرعشة كآثار جانبية محتملة.
وفي سياق آخر تمامًا، فإن شرب الكثير من المشروبات المنبهة والكافيين خاصةً قبل النوم مباشرةً قد يخلق اضطرابًا في دورة نومك ويؤدي بدوره إلى زيادة احتمالية تعرضك لرعشة الجسم في صباح اليوم التالي. كما أنه ومن المعروف أيضًا ارتباط بعض أنواع الفقر الغذائي بالمخاطر المتزايدة للإصابة برعشة الجسم؛ فعلى سبيل المثال، الأشخاص الذين لديهم مستوى منخفض جدًا من الصوديوم، المغنيسيوم، البوتاسيوم وغيرها من المعادن الأساسية معرضون أكثر لأعراض الرعشة مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بمستويات صحية منها.
بشكل عام، إذا كنت تعاني من رُعاتٍ جسمانية مزمنة ومقلقة ولا تعرف سببها الدقيق، يجب عليك مراجعة الطبيب للحصول على تشخيص شامل واستبعاد أي حالة مرضيه كامنة كامنة خلف تلك الظاهرة. وبمجرد تحديد السبب الرئيسي، سيصبح بالإمكان اتخاذ الخطوات اللازمة للتخلص التدريجي من هذه الحالة المزعجة وتعزيز الصحة العامة للجسم والعقل بالتوقيت المناسب والاستراتيجيات العلاجية الصحيحة والملائمة لحالتك الخاصة.