- صاحب المنشور: حاتم الدرويش
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تطوراً هائلاً في مجالات مختلفة بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي. هذه التقنية المتقدمة التي كانت خيالا علميا منذ عقود قليلة، أصبحت الآن جزءا أساسياً من حياتنا اليومية؛ سواء كان ذلك من خلال مساعدينا الرقميين الشخصيين أو أنظمة التوصيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في خدمات البث. لكن مع كل ذرة من الابتكار تأتي تساؤلات حول التأثيرات المحتملة لهذه التكنولوجيا الجديدة. أحد أهم الجوانب غير المستكشفة جيدًا هو مدى تأثيرها المحتمل على الصحة العقلية للإنسان.
تُظهر الأبحاث الأولية بعض الأدلة المثيرة للقلق بشأن كيفية تأثير التواصل والاعتماد المتزايد على الروبوتات والأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على رفاهيتنا النفسية. فعلى سبيل المثال، يمكن لبعض الأشخاص الذين يجدون الراحة في العلاقات الإنسانية الحقيقية أو الصراع مع المشاعر الاجتماعية المعقدة أن يشعروا بالعزلة عند الاعتماد بشكل كبير على التفاعل الآلي. هذا النوع من الشعور بالوحدة الناجمة عن تقنيات مثل "الشخصيات" الدردشة المحادثة أو حتى المساعدين الصوتيين المنزلية الشائعة الاستخدام حاليًا يمكن أن يساهم بل ويضخم مشاكل الاكتئاب والخوف الاجتماعي لدى الأفراد الذين هم بالفعل عرضة لها قبل ظهور تلك التقنيات الحديثة .
بالإضافة لذلك ، فإن التعرض المطول لمحتوى رقمي مصمم خصيصاً بواسطة نماذج متقدمة تعمل بكفاءة عالية باستخدام طرق تعلم الآلة والتي تستهدف جذب انتباه الإنسان وتديمه لفترة طويلة قد تؤدي أيضاً لتغيرات مهمة داخل دماغ الانسان ويمكن اعتبارها كنوع جديد تمامًا من أشكال الإدمان الإلكتروني مما يتطلب دراسات مستفيضة ومفصلة أكثر لحماية المجتمعات والشباب خاصة منها ضد أي آثار ضارة محتملة لهذا الثورة الرقمية الغامضة وغير المتوقعه دائماً .
ومن جهة اخرى هناك جوانب ايجابيه أيضا حيث يتم استخدام أدوات تحليل اللغة الطبيعية ضمن مجال العلاج النفسي لمساعدة المرضى فهم مواقفهم الخاصة وبالتالي تعزيز عملية التحسين الذاتى لديهم وتقديم دعم نفسي مستمر بناء علي الاحتياجات الفردية لكل شخص دون حاجته لتوفير موارد بشرية اضافيه وهو امرٌ حاسِم جدًا فى مجتمعات ذات معدلات انتشار عالية للأزمات الصحية المصاحبه للمخاض الاقتصادي الهائل الذي تمر به معظم دول العالم بسبب الظروف العالمية الاخيره وما نتج عنه من قلق وانعدام استقرار اجتماعى ملحوظ للغاية مؤخرًا .
وبالختام فان الموضوع يتطلب المزيد من البحوث العلميه والدراسات الأكاديميه عميقاً كي نستطيع تحديد حدود وآثار استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل عام وكيف تتداخل بطرق مباشرة وغير مباشرة بالحياة الشخصية لأفراد المجتمع الحديث وماذا ينبغي فعلها لمنع وقوع اي اشكال سلبيه محتمله يجب الحد منها تفاديًا لما سيترتب عليها لاحقا."