تُعد مشكلة تلوث الدم - المعروف أيضًا بتسمم الدم أو الباثوجينية الشاملة - واحدة من القضايا الصحية الخطيرة التي تستحق الدراسة العميقة والفهم الصحيح لها. هذا المرض ينتج عادة من عدوى واسعة الانتشار عبر الجسم وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة حتى الوفاة إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح وسريع. هناك عدة عوامل تلعب دورا رئيسيا في ظهور هذه الحالة.
- العدوى الجرثومية: إحدى أكثر الأسباب شيوعا لتلوث الدم هي العدوى الناجمة عن أنواع مختلفة من البكتيريا. قد تأتي هذه الجراثيم من البيئة الخارجية مثل الطعام غير المطبوخ جيداً، المياه الملوثة، أو الحيوانات المصابة. كما يمكن أن تنشأ أيضاً من داخل جسم الإنسان نفسه نتيجة لبعض الحالات الطبية الأخرى.
- ضعف الجهاز المناعي: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم أكثر عرضة للإصابة بتلوث الدم مقارنة بالأصحاء. هذا يشمل كبار السن والأطفال الصغار والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة مثل السرطان أو مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).
- الإجراءات الطبية: بعض العمليات الجراحية وإدخال الأدوات الطبية يمكن أن يسبب دخول الجراثيم إلى مجرى الدم وبالتالي يؤدي إلى تلوث الدم. بالإضافة لذلك، استخدام مواد طبية ملوثة أثناء العمليات الطبية يعد أيضا سبباً محتملًا لهذه المشكلة.
- إساءة استخدام المضادات الحيوية: الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية يساهم في مقاومة البكتيريا للأدوية مما يجعل التعامل مع حالات العدوى مستقبلاً صعباً. عندما يستخدم الشخص المضادات الحيوية بدون وصف الطبيب أو لأجل قصير جداً، فإنه يساعد البكتيريا على تطوير دفاعاتها ضدها.
لتجنب تلوث الدم، يُوصى باتباع تعليمات النظافة الأساسية: غسل اليدين قبل وبعد تناول الطعام وبعد استخدام المرافق الصحية؛ مطبخ نظيف وأطعمة صحية؛ شرب مياه موثوق بها فقط؛ تجنب الاتصال بالحيوانات البرية وغير المحصنة؛ وطلب الرعاية الصحية الفورية عند الشعور بأي ألم شديد أو الحمّى. بالنسبة للحالات المتعلقة بالإجراءات الطبية، يجب التأكد من سلامة جميع المعدات المستخدمة ومراقبة أداء مكافحة العدوى بالمستشفى باستمرار. وفي حال وجود اضطراب في وظيفة جهازك المناعى، فإن التواصل المنتظم مع طبيبك واستشارة حول أي تغييرات في حالتك أمر ضروري للغاية. أخيرا وليس آخراً، الحرص على عدم سوء استخدام المضادات الحيوية وحفظ الدواء وفق التعليمات المقدمة لك بواسطة مختص مؤهل هو جزء أساسي في الحد من خطر الأمراض المرتبطة بمقاومة المضاد الحيوي المستقبلية بما فيها تلوث الدم.